مجزرة تل رفعت تفرّق بين أخيْن توأم
ريف حلب الشمالي – دجلة خليل – NPA
قذيفة تسقط في حي سكني في مدينة تل رفعت فتتسبب بفقدان ثمانية أطفال لحياتهم، في شارعٍ كان يضم حوالي /20/ طفلاً قد خرجوا ليلعبوا بـ "الصياح" لعبة الصبية المفضلة تحت أشعة الشمس التي أشرقت بعد يومين ماطريْن ليمرحوا في زاوية الشارع أمام بيوتهم.
من بينهم الأخان التوأم علي وعماد كيفو وشقيقهم الأكبر، روت الأم نصيبة عبدو لـ"نورث برس" ما حدث في الثاني من الشهر الجاري في حيّهم: "رجع أطفالي من المدرسة وحضّرت لهم الغداء وبعد أن تناولوا طعامهم، خرجوا للحي ليلعبوا مع رفاقهم، ثم سمعنا صوتاً قوياً وقد تناثرت الحجارة علينا، فهرعت إلى الشارع لأرى الجثث أمامي".
توقفت الأم للحظات ثم تابعت "هُلعتُ لأن أطفالي الثلاثة كانوا يلعبون في الخارج، رأيت أطفالاً مبتوري الأيدي والأرجل، بحثت عن أطفالي فلم أجدهم، إلى أن خرج اثنان منهم من أحد البيوت وهرعوا إلي خائفيْن".
وأضافت نصيبة :" أدخلت ابني علي إلى البيت ورأيت الدماء تسيل منه، ثم دخل ابني الأكبر وهو يصرخ باسم أخيه عماد والدماء تسيل من قدمه فقد أُصيبوا جميعهم بشظايا." وكان الناس قد أسعفوا على الفور ابنها عماد إلى نقطة طبية.
أكملت الأم نصيبة بأنها في النقطة الطبية لم تكن تدرك أن ابنها عماد سيفقد حياته: "رأيته على سرير وقد وضعوا له كمامة على فمه، لم أدرك أن إصابته كانت خطرة في أسفل جسمه، وكان قد فقد ساقيه، أخرجوني من الغرفة مرة، وعندما عدت مرة أخرى رأيت السرير فارغاً عندها أدركت أنه فارق الحياة".
تصف نصيبة ابنها عماد: "كان جيراننا ومعلمته يمدحون بذكائه وقوة شخصيته، كان نشيطاً ويقظاً ويحب تحمل المسؤولية، وبرغم صغر سنه كان يراعي وضعنا الاقتصادي الصعب ولم يكن متطلباً".
أكملت نصيبة بأن شقيقه التوأم علي يحزن كثيراً لفقدانه، "فهو يبكي في الصباح وقبل نومه، إنه يشتاق لتوأمه كثيراً ولا يرغب بالذهاب إلى المدرسة".
وفي ختام حديثها لـ "نورث برس"، عبّرت الأم المكلومة على فقدان ولدها عن رغبتها بأن يحل السلام والأمان وأن تعود إلى مدينتها عفرين.