في ظل تمركز الفصائل المسلحة التابعة لتركيا على تخوم قراهم .. آشوريون قلقون على مصيرهم

تل تمر- دلسوز يوسف- NPA

على بعد مسافة /15/ شمال غرب مدينة تل تمر، يعبر منصور أحد سكان قرية تل طويل من أمام نقطة عسكرية تابعة لقوات حرس الخابور وهي قوة عسكرية آشورية تدافع عن القرى المسيحية في المنطقة. يتخوف منصور من تكرار السيناريو الذي نفذه تنظيم "الدولة الاسلامية"(داعش) عام 2015 بحق أبناء جلدته، بعدما باتت القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها على تخوم قريته الواقعة على التماس معها.

وتخشى العوائل الآشورية القليلة المتبقية في حوض الخابور بريف الحسكة الغربي، على مصيرها رغم الهدوء الذي يسود المنطقة نسبياً، بعد تعليق الهجمات في /23/ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي باتفاق بين روسيا وتركيا التي نصت على تسيير دوريات مشتركة قرب الحدود.

قرية خالية من النساء والأطفال

يشير منصور لـ "نورث برس" بعد أن باتت قريته خط جبهة، إلى أن أعداد المتبقين في القرية من المدنيين والعسكريين المسيحيين يقارب /40/ فرداً فقط، مشيراً إلى أن القرية خالية من النساء والأطفال خوفاً من هجوم محتمل, حسب قوله.

 ويضيف "استهدف الإرهابيين للقرية ببعض القذائف, تسبب بتدمير عدد من المنازل"، مبيناً أن بقاء الفصائل المسلحة التابعة لتركيا في المنطقة, يولد لديهم الخوف كثيراً من تكرار السيناريو الذي نفذه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في شباط/ فبراير 2015 من تهجير وقتل وخطف.

"لا ندرك مصيرنا"

وبالعودة صوب مدينة تل تمر وتحديداً قرية تل جمعة /4/ كم شمالاً، يدعو المسن خوشابا إبراهيم (84 عاماً)  الله حاملاً  "الانجيل" المقدس داخل كنيسة القرية, كي يحمي أبناء جلدته من أي مكروه، وخاصة أن قريته لا تبعد عن خط الجبهة سوى بضعة كيلو مترات قليلة.

ويبين إبراهيم، أن قريتهم التي كانت يقطنها /3000/ الآف نسمة قبل الأزمة السورية، لم يتبقى فيها سوى بضعة عشرات الآن، مضيفاً "لا ندرك ما مصيرنا لاحقاً".

ويردف "خائفون من الهجوم علينا، لذا أغلب نساء وأطفال القرية هم في مدينتي تل تمر والحسكة احتياطاً لنتمكن من الهرب في حال حدوث أي هجوم".

ويتحدث المواطن الآشوري الذي يعاني ضعفاً في السمع، عن الأضرار الاقتصادية التي لحقت بهم عقب الهجمات الأخيرة، قائلاً "في ريف رأس العين قرابة /20 / ألف دونم قمنا بزراعتها لكن تركيا والإرهابين استولوا عليها".

وبحسب إبراهيم فإنهم يملكون قرابة ثلاثة آلاف دونم بمحيط القرية, إلا أنهم لا يتمكنون من  زراعتها "بسبب استهدافنا من قبل هؤلاء الإرهابيين", على حد تعبيره.

بدوره يؤكد القيادي في مجلس حرس الخابور، نبيل وردة، بأنهم يواظبون على حماية قراهم من التهديدات في ظل عودة الحياة تدريجياً لها، مشدداً بأنه لا يخفي حالة "الخوف" لدى الآشوريين من التهجير من أرضهم.

ويضم ريف مدينة تل تمر نحو /33/ قرية ذات غالبية أشورية، وتعرضت لهجوم واسع شنه تنظيم "الدولة الاسلامية"(داعش) في شباط/ فبراير 2015، وعمد التنظيم إلى خطف المئات واقتيادهم إلى جهات مجهولة، ليتم بعدها الاتفاق بين أطراف مسيحية والتنظيم بوساطة وجهاء عشائر عربية في المنطقة، للإفراج عنهم بدفع فدية مالية.