الجندرمة التركية تستهدف المخيمات والمدنيين الفارين على الحدود السورية و”هيئة التحرير” تبتزهم بالضرائب

إدلب – NPA

 

رغم أن تركيا هي إحدى الدول الضامنة لاتفاق وقف التصعيد على شمال غربي سوريا، إلا أنها تصعّد هجمتها تجاه النازحين والفارين من سعير الحرب في إدلب تجاه حدودها.

حيث يتعرض النازحون الذين يحاولون عبور الحدود لدخول الأراضي التركية بطريقة غير شرعية للاعتداء والرصاص الحي من قبل الجندرمة التركية، ما أسفر عن مقتل وجرح عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال.

 

اعتداء وأموال طائلة

 

كما أن الجندرمة التركية والمنتشرة بكثافة على الحدود، تستهدف المخيمات المتواجدة بالقرب من الحدود التركية ـ السورية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بشكلٍ متعمد، خصوصاً بعد سيطرتها على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية السورية قرب بلدتي عقربات، وكفرلوسين شمال إدلب.

أحمد الياسين /33/ عاماً، من أبناء شمال حماة قال في حديثه لـ"نورث برس"، إنه حاول عدة مرات الدخول إلى الأراضي التركية للعمل هناك وتأمين لقمة العيش لعائلته بعد نزوحه من ريف حماة وخسارته لأرضه هناك والتي كانت مصدر رزقه الوحيد.

وتابع، بأنه ومع كل مرة حاول بها الدخول إلى تركيا يتم إلقاء القبض عليه من قبل الجندرمة والتي تقوم بضربه بقسوة، مضيفاً "حتى أنه في أحد المرات تعرض أحد أقاربي للضرب المبرح وتكسير عظامه بعد ضربه بسيخ من حديد دون أي رحمة".

وحول المبالغ التي يدفعونها، أوضح الياسين "ندفع للمهرب /500/ دولار، بالإضافة لـ /50/ دولار لصالح ما يسمى قطاع الحدود في (هيئة تحرير الشام)"، مؤكداً أنه من المستحيل أن يدخل أحد دون دفع هذه الضريبة للهيئة التي تنشر مكاتب لها في كل من أورم الجوز وحارم ومناطق أخرى يتم من خلالها التهريب.

قال أحد العاملين في التهريب إلى تركيا (خ. الحجي)، وهو من أبناء مدينة حارم لـ"نورث برس"، بأنه خلال عمله في التهريب تعرض عشرات المرات لإطلاق نار مباشر من قبل الجندرمة التركية، وغالباً ما يتسبب بمقتل وجرح عدة أشخاص يكونون برفقته.

وأضاف "في آخر مرة والتي كانت بمطلع الشهر الحالي، عندما قمت بإدخال مجموعة مؤلفة من /35/ شخصاً بينهم أطفال ونساء، تعرضنا لإطلاق نار مباشر مما أدى لإصابة عدة مدنيين بينهم امرأة، حيث تمكنت الجندرمة من إلقاء القبض على معظم المجموعة، وانهالت عليهم بالضرب المبرح".

 

استغلال الهيئة للنازحين

 

وفقاً الحجي، فإن "هيئة تحرير الشام" تفرض ضرائب على كل مهرّب، وتقوم مكاتبها العاملة في قطاع الحدود بإجبار المدنيين على قطع إيصال ـ ورقة يحدد بها اسم الشخص والمبلغ المالي المدفوع للمهرب ـ وذلك بحجة حمايتهم وعدم استغلالهم من قبل المهربين.

 

استهداف المخيمات

 

فيما تتعرض مخيّمات النازحين القريبة من الحدود التركية لإطلاق نار متواصل من قبل حرس الحدود، حيث أفاد أحد قاطني مخيمات كفرلوسين شمال إدلب يدعى محمد السجناوي بأن مخيم كفرلوسين قريب جداً من الجدار الحدودي ونقاط حرس الحدود التركي، تبعد عن المخيم قرابة /500/ متر فقط.

وأضاف بأن عناصر الجندرمة المناوبين يقومون من نقاط الحراسة بإطلاق النار بشكل مباشر على خيام النازحين وعلى الطريق العام في كفرلوسين، ما تسبب بمقتل وجرح عدد كبير من المدنيين بينهم نساء وأطفال خلال الأشهر الماضية، دون تحريك ساكن من قبل حواجز فصائل المعارضة المنتشرة على الطريق المذكور.

 

يذكر أن مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا، وثق في نشرته الصادرة في الأول من كانون الأول /ديسمبر 2019 عدد القتلى السوريين برصاص جنود الأتراك والذي وصل إلى /447/ لاجئاً، بينهم /83/ طفلاً دون سن /18/ عاماً، و/56/ امرأة.

كما ارتفع عدد الإصابات بطلق ناري أو اعتداء إلى /420/ مواطناً وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود هرباً من الحرب المندلعة في سوريا منذ ثماني سنوات أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود.