“يد واحدة لا تصفق”.. مهن يدوية لنساء في القامشلي تتحول لمصدر للكسب

القامشلي – نورث برس

لأن الظروف الاقتصادية أجبرتها على العمل، حولت روادة، هوايتها في نسج الصوف إلى مهنة تكسب منه مردوداً مادياً تستطيع من خلاله إعالة عائلتها.

روادة حميدي(50 عاماً)، أم لخمسة أولاد نزحت من مدينة دير الزور إلى القامشلي شمال شرقي سوريا منذ قرابة عشرة أعوام، ليستقر بها الحال في القامشلي شمال شرقي سوريا.

وبعد تقاعد زوجها الذي كان يعمل مدرساً، وفي ظل الأزمة الاقتصادية وتردي الأوضاع المعيشية، بدأت في العمل بمهنة حياكة الصوف للمساعدة في مصروف المنزل.

تقول “حميدي” لنورث برس: “بعد نزوحنا للقامشلي تغير الأمر بالنسبة لي, وخاصةً أن زوجي تقاعد عن العمل, وإيجار منزلنا 100 دولار في الشهر”.

والسيدة الخمسينية، خريجة معهد الفنون النسوية, “كنت أمارس هوايتي ضمن المنزل ووقت الفراغ, لكن الآن تحولت الهواية إلى مصدر لكسب الرزق”، تقول لنورث برس.

وتضيف: “في ظل الواقع الاقتصادي المتردي، اضطررت للعمل في الصوف وإعادة تدوير الأشياء القديمة, وعرضها ضمن المعارض للحصول على مورد  مادي ولو بنسبة قليلة لعائلتي”.

وافتُتح أمس الأحد في مدينة القامشلي، شمالي سوريا،  معرضاً للأعمال اليدوية بمشاركة نسائية من مختلف المناطق السورية.

وشاركت في معرض للأعمال اليدوية، الأحد الماضي، واستمر ليومين، 67 سيدة، حيث أقيم المعرض في صالة ميريلاند بالقامشلي شمال شرقي سوريا.

وعرضت النساء اللواتي شاركن في المعرض الذي نظم تحت عنوان “أحلام صغيرة”، أعمالهن التي ضمت الحلي والمؤن والألبسة والأدوات المنزلية والتطريز والرسم” وغيرها.

وتقف فاطمة في جناحها الخاص ضمن المعرض لبيع وعرض منتجاتها من الصوف والنسيج الخاص بها.

وتقول فاطمة خليل (44 عاماً) وهي سيدة من سكان القامشلي، إنه من خلال عملها  في الصوف والنسيج تستطيع تأمين مصروف منزلها ومساعدة زوجها في تدبير أمور المعيشة.

وتعلمت “خليل”, مهنة الصوف والنسيج وهي في الصف الرابع من والدتها، “كانت تجمعنا أنا وأخواتي وتُعلمنا الحياكة والنسيج, وتردد جملتها: الأيام تدور ما حدا بيعرف شو بيصير معو”.

وما إن بدأت الأزمة السورية حتى واجهت “خليل” كغيرها من النساء، “صعوبات في حياتنا”, الأمر الذي دفعها للعمل وتأمين احتياجات منزلها.

وتروي السيدة الصعوبات التي واجهتها بداية العمل، فتقول لنورث برس: “اجتمعنا قرابة 13 سيدة من كافة المحافظات السورية وكنا نعمل على ضوء الليزر والشموع في ظل غياب الكهرباء النظامية وعدم توفر الأمبيرات وقت ذاك”.

وتضيف “خليل”: “من خلال العمل وعرض منتجاتنا للعالم ضمن المعارض، وجدنا إقبالاً وعروضاً للطلبات بشكل أفضل, وبدأ عددنا يزداد, واليوم نحن قرابة 67 سيدة من كافة الأعراق والأعمار نجتمع تحت سقف الأحلام الصغير. لكلٍّ منا عملها الخاص والمتميز بها”.

ولكن ورغم الإقبال الكبير على الشراء من السيدة الأربعينية، إلا أنها تجد صعوبة كبيرة في تأمين المواد الأساسية للعمل، “المواد غالية كثيراً وبشكل خاص في الوقت الحالي إذ أصبحت بالدولار، لذلك الربح يكون قليلاً بالنسبة لنا”.

تعمل كرحة يونس (42 عاماً) وهي لاجئة من العراق، وشاركت في المعرض، في الأشغال اليدوية والصوف لتوفر مستلزمات عائلتها.

وتتألف عائلة “يونس” من سبعة أطفال، وزوج يعاني من مرض “الديسك”، حيث لا يستطيع العمل.

تقول لنورث برس: “في البداية لم أكن أملك رأس المال، لذلك كنت أعمل لجيراني ضمن الحي, ومع تزايد الطلبات أصبح هناك إقبال أفضل على عملي وبدأ بالتوسع”.

وتضيف “يونس”: “الحياة أصبحت صعبة والوضع المادي للأسوأ, ويد واحدة لا تصفق، لذلك يجب أن يكون في إيدين لنتمكن من العيش تماشياً مع الظروف الاقتصادية الحالية”.

وقالت سهام أحمد، المنسقة والمشرفة على المعرض، في تصريح سابق لنورث برس، إن الهدف من إقامة هذه المعارض ‘‘تشجيع النساء ومساعدتهن في تأمين مورد اقتصادي لهن ولعوائلهم في هذه الظروف الصعبة’’.

وأضافت أن النساء المشاركات بعضهن نازحات من مختلف المناطق السورية، وبعض النسوة أرامل ليس لهن معيل بالإضافة لمشاركة نساء مصابات بالسرطان، وفق قولها.

إعداد: نالين علي ـ تحرير: قيس العبدالله