طوابير على محطات الوقود في كوباني ومديرية المحروقات تعزو الأزمة إلى إغلاق الطريق الدولي
عين العرب/كوباني- فتاح عيسى/ فياض محمد NPA
تسببت العملية العسكرية التي شنتها تركيا وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها في التاسع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الفائت على مناطق شمال وشرقي سوريا، وما رافقها من إغلاق الطريق الدولي //M4، بأزمة شملت مختلف جوانب حياة المواطنين في عدة مدن في الشمال السوري.
وتعتبر أزمة المحروقات من أبرز تلك الأزمات التي شهدتها مدن وبلدات إقليم الفرات، خاصة مع دخول فصل الشتاء، حيث تشهد مدينة عين العرب/كوباني منذ نحو شهر أزمة خانقة على محطات الوقود ناهيك عن تأخر وصول مازوت التدفئة إلى المواطنين.
طوابير الانتظار
يقول المواطن حنيف عثمان /44/ عام لـ"نورث برس" إن أزمة المحروقات بدأت منذ أكثر من عشرين يوماً, حيث يضطر للوقوف في طابور على محطة الوقود لأكثر من أربع ساعات يومياً للحصول على مادة المازوت، ما يؤدي لتعطل أعمال الكثير من الأهالي الذين تزداد معاناتهم مع نقص الوقود والمحروقات في فصل الشتاء.
ويطالب عثمان بتوفير مادتي المازوت والبنزين في ثلاث محطات وقود على الأقل بكميات كافية لتخفيف الازدحام، حيث أن تخصيص محطة وقود واحدة أو محطتين فقط للبيع، يتسبب بازدياد الازدحام وبالتالي اضطرار المواطنين للوقوف عدة ساعات في طوابير الانتظار على محطات الوقود.
سوء نوعية البنزين
بدوره يوضح المواطن وليد عباس /33/ عاماً والذي يعمل على سيارة أجرة تعمل على البنزين، أن أزمة الحصول على مادة البنزين بدأت منذ نحو شهر حيث كانت تصل المادة بكميات قليلة ونوعية "سيئة" غير جيدة.
ويضيف أن نوعية جديدة من البنزين "السوبر" وصلت إلى محطات الوقود ولكن سعرها أغلى من السابق ونوعيتها جيدة وأفضل, موضحاً "أنهم كانوا يشترون ليتر البنزين بمئة ليرة وحالياً يشترون الليتر بمئتين وثلاثين ليرة".
ويؤكد عباس أن ارتفاع سعر النوعية الجديدة ليس مشكلة, في حال توفرها بشكل دائم وبجودة جيدة.
تأثير إغلاق طريق /M4/
إلى ذلك يوضح مدير مديرية المحروقات في إقليم الفرات مسعود بوزي، أن كل مؤسسات الإدارة الذاتية وبشكل خاص مديرية المحروقات واجهت صعوبات بعد الهجمات التركية والفصائل التابعة لها على مدينتي تل أبيض/كري سبي ورأس العين/سري كانيه، حيث أن مادة الفيول (النفط الخام) كانت تأتي من إقليم الجزيرة، وبالتالي فإن إغلاق الطريق الدولي /M4/ أثّر بشكل مباشر على صعوبة نقل تلك المواد.
ويضيف بوزي أن السبب الآخر الذي أثّر بشكل مباشر على قلة كمية المحروقات في كوباني هو نقل المصفاة التابعة لإقليم الفرات "مصفاة صرين" إلى مناطق الجزيرة وذلك بسبب صعوبة توصيل وإحضار مواد الخام إليها.
وكانت المصفاة التي تقوم بتكرير النفط الخام الموجودة قرب بلدة صرين بريف كوباني الجنوبي تنتج شهرياً نحو ستة ملايين ونصف المليون لتر من مادة المازوت، إضافة إلى كمية تتراوح بين 250// ألف ليتر ومليون و/250/ ألف ليتر من مادة البنزين.
مازوت التدفئة
وفيما يتعلق بتوزيع مازوت التدفئة على المواطنين يوضح بوزي، أن نحو //99 بالمئة من المواطنين استلموا كميات تتراوح بين 200// و/300/ ليتر في المدينة عبر اللجان، ولغاية الأول من شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري، تم تغطية ما يقارب من /80/ إلى /90/ في المئة من المنازل في الريف، لافتاً إلى أن الدفعة الأولى من مازوت التدفئة سيتم استكمالها خلال مدة لا تتجاوز الأسبوع.
وكانت مديرية المحروقات بدأت في الثاني من شهر أيلول/سبتمبر الفائت بتوزيع مازوت التدفئة على المواطنين عبر كومينات الأحياء ومجالس القرى والبلدات وفق قسائم خاصة تتضمن توزيع /600/ ليتر على كل عائلة على عدة دفعات، حيث تم توزيع كمية /14/ مليون ليتر من مازوت التدفئة لغاية تاريخ 16/11/2019 في إقليم الفرات.
واختتم بوزي أن دفعات من مادة البنزين الجيدة وصلت إلى المدينة وستوزّع على المحطات لتوزيعها على الأهالي.