تسرب نفطي بريف الحسكة يكبد سكاناً خسائر كبيرة
ريف الحسكة – نورث برس
يشتكي سكان في قرى جنوب شرق الحسكة، من تلوث المياه الجوفية الناتج عن تسرب مياه طبقية سامة من مخلفات النفط في حقل تشرين، الذي حرمهم مصادر مياه الشرب فيما حولت أراضيهم الزراعية بوراً.
يقول محمد كديمي (45 عاماً) من سكان قرية العلكانه بريف الحسكة، إن العديد من القرى الواقعة بالقرب من الحقل تفاقمت معاناتها، نتيجة تسرب مياه طبقية من مخلفات النفط، التي أثرت بشكل كبير على الآبار الجوفية، والينابيع الطبيعة مثل نبعه طابان التي تغذي القرى بالمياه.
ويضيف “كديمي” لنورث برس، “يعود السبب في ذلك إلى عدم حقن المياه الطبقية بعد استخراج النفط من الآبار في حقل تشرين، في آبار مخصصة، إذ يتم العمل على ضخها في الأودية الواقعة بالقرب من الحقل، التي أدت إلى تسربات إلى القرى المجاورة للحقل عبر الوديان والسلع الأرضية”.

وقام السكان المتضررون بمراجعة مديرية حقل تشرين النفطي التابعة للإدارة الذاتية، من أجل وضع حد لهذه “الكارثة”، بحسب “كديمي”، لكن “لم يستجيب أحد لنا”.
وأدت التسربات النفطية أيضاً إلى تضرر الأراضي الزراعية، ونفوق الأسماك في سد الحسكة الجنوبي، بالإضافة لنفوق عدد كبير من الماشية.
يتواجد المئات من الآبار النفطية في محيط حقل تشرين النفطي شرقي الحسكة، في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية.
ويقول الرجل إنه “عندما يتم استخراج النفط، يتم ضخ كميات كبيرة من المياه الطبقية التي تحتوي على مواد كيميائية سامة في الأودية القريبة من الحقل، ما أدى إلى تسربها إلى الآبار الجوفية والينابيع الطبيعة في القرى المجاورة للحقل”.
والقرى المتضررة هي “العلكانه، وتل الذهب، وذي قار، ويافا، والنهاب، خراب العجايز، والحصوية، والفج، وطابان شرقي، جنوب شرق مدينة الحسكة”.
يوسف الجعبان (30عاماً)، وهو من سكان قرية طابان شرقي بريف الحسكة، واحد من مئات المزارعين الذين خسروا أرضهم الزراعية.
ويقول “الجعبان” إن تسرب مخلفات النفط اجتاح أرضه الزراعية والبئر الجوفي المتواجد فيها.
كما أن المياه الملوثة “تسبب في نفوق 70 رأساً من الماشية، التي كنت أملكها”.
ولم يقتصر الأمر على هذا فقط، حيث اضطر المزارع الثلاثيني لترك منزله خوفاً على أطفاله من تلك المياه.
ويضيف “الجعبان” لنورث برس، أن “الأرض التي أملكها لم تعد صالحة للزراعة، ما أجبرني على مغادرة منزلي من أجل العمل في الزراعة في مكان آخر، فهي مصدر رزقي الوحيد”.
ويأمل الرجل الثلاثيني حاله كمعظم سكان القرى المتضررة، من الجهات المسؤولة، إيقاف عملية تسرب المواد “السامة”.
وحاولت نورث برس التواصل مع الجهات المختصة ومنها هيئة البلديات في الحسكة، لكن لم تحصل على أي تصريح حول الموضوع.