مذكرات مايك بومبيو تثير غضب الخارجية التركية

دمشق – نورث برس

أثار وزير الخارجية الأمريكي الأسبق مايك بومبيو، مؤخراً، غضب الخارجية التركية، بسبب كشفه معلومات حول عملية عسكرية لأنقرة في سوريا.

ونشر بومبيو هذا الأسبوع مذكراته تحت عنوان  “لا تتزحزح عن موقفك: القتال من أجل أميركا التي أحب”، وتطرق فيها لاجتماع جمع نائب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مايك بنس، بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان عام 2019.

وتحدث المسؤول الأمريكي السابق في مذكراته التي صدرت الثلاثاء الماضي، عن كيفية إقناع إدارة ترامب في أكتوبر/تشرين الأول 2019 أردوغان، بالتوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار شمال شرقي سوريا.

وشنت حينها تركيا عملية عسكرية واسعة انتهت بسيطرتها على مناطق حدودية في سوريا بطول نحو 120 كيلومتراً، بعد انسحاب مفاجئ للقوات الأمريكية.

ففي خريف 2019، أمر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بسحب قوات بلاده من هذه المناطق، بعد أن أقنعه “أردوغان”، بهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وإمكانية بلاده حراسة المناطق التي أخلاها الأمريكيون.

ويتطرّق بومبيو، في مذكراته، أيضاً إلى مفاوضات عام 2017 بين إدارة ترامب وكبار المسؤولين الأتراك لوضع خريطة طريق للسيطرة على الرقة في شمال شرقي سوريا من تنظيم “داعش”.

محاولة لاختراق الاجتماع

في الجزء المخصص لذلك اللقاء، يقول بومبيو إنه حاول “اختراق” باب مغلق في المجمع الرئاسي في أنقرة للوصول إلى نائب الرئيس آنذاك مايك بنس، الذي كان يقضي فترة أطول من المتوقع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ويقول الوزير الأسبق: “عندما وصلنا إلى المجمع الرئاسي، طلب أردوغان عقد لقاء فردي مع نائب الرئيس “لبضع دقائق”.

وبعد نحو نصف ساعة ، “أخبرت مضيفينا أنني بحاجة لرؤية نائب الرئيس (بنس)”، وبعدها، “مرت عشرين دقيقة أخرى، ثم نزلت إلى القاعة وحاولت أن أفتح باب الغرفة التي كان أردوغان ونائب الرئيس يجتمعان فيها. كانت مغلقة. ثم أخبرت نظيري  أننا سنقوم باختراق الباب”.

وبشيء من السخرية كتب بومبيو” أنه كان قلقاً من تعرّض بنس لمشاهدة نفس مقطع الفيديو، الذي كانت مدته ثلاث ساعات، لمحاولة الانقلاب التركي عام 2016″، وأنه  “أُجبر هو نفسه على مشاهدته في زيارته الأولى لتركيا حين كان مديراً لوكالة المخابرات المركزية في عام 2017.”

ويعلق الوزير الأسبق على الفيديو: “كان الفيديو طويلاً جداً، وبغيضاً جداً لدرجة أنني اعتبرته مشكلة تتعلق بالصحة العقلية”.

غضب تركي ومغادرة الاجتماع

وتشير المذكرات أيضاً إلى الاتصالات المتكررة التي أجراها أردوغان ورئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان، وقولهما له أنه في حال “دعمت الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية، فسوف يؤدي ذلك إلى تمزيق علاقتنا مع تركيا”.

وبحسب المذكرات، فإن البنتاغون “لم يكن مقتنعاً” بأن القوات السورية (الجيش الوطني) التي دربتها تركيا، “لديها القوة الكافية لهزيمة الدولة الإسلامية ، لذلك اختاروا قسد”.

وحول ذلك اللقاء يقول بومبيو: “لم أرَ قط مثل هذا الغضب ينفجر بهذه السرعة في الغرفة. كبير مستشاري الرئيس التركي إبراهيم كالين ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان انفجرا غضباً ثم غادرا بسرعة. لم يكن الأمر رائعاً بالنسبة لعلاقاتنا الثنائية”.

الخارجية التركية ترد

وعلق وزير الخارجية التركية جاويش أوغلو” في مؤتمر صحفي عقده مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية التايلاندي، على المعلومات الواردة في مذكرات بومبيو بالقول: “أولاً و قبل كل شيء أقولها بشكل دبلوماسي، يحتوي الكتاب على معلومات غير صحيحة، ولكن يمكنكم تسميتها أنتم معلومات كاذبة، ومبالغ فيها، وتستند إلى معيار مزدوج”.

ورداً على المعلومات التي أوردها بومبيو في مذكراته، التي تفيد بأن الجيش التركي كان عاجزاً عن محاربة “داعش” في الشمال السوري، وأن هذا الأمر دفع الإدارة الأمريكية إلى التعاون مع “وحدات حماية الشعب”، قال الوزير التركي إن “الجيش الوحيد في حلف الناتو الذي يقاتل داعش هو الجيش التركي”.

وتعليقاً على حادثة محاولة “بومبيو” اقتحام اجتماع بنس وأردوغان قال جاويش أوغلو: “بينما كنت أنتظر في غرفة أخرى مع بومبيو، رأينا بأن الأخير لم يكن مرتاحاً لطول المدة وطالبنا بالدخول، لكنني قلت له: ليس من الصواب الدخول دون أن يستدعونا هم إلى الداخل، وذلك من باب الإتيكيت، وحذّرته من ذلك”.

اعداد وتحرير: قيس العبدالله