يشارك بأول حملة موسّعة بعد انسحابه.. التحالف الدولي يزيد نشاطه في الرقة
الرقة – نورث برس
عاد التحالف الدولي إلى الرقة من جديد لمحاربة وملاحقة عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، بعد سنوات منذ انسحابه خريف 2019.
أمس الأربعاء، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وقوى الأمن الداخلي “الأسايش”، مشاركة التحالف الدولي بعملية أمنية أطلقت عليها القوات اسم “حملة الانتقام لشهداء الرقة”.
يبرز دور التحالف الدولي بإسناده للقوات الأمنية جواً، وتقديمه المعلومات الاستخباراتية لـ “قسد”.
ويعتبر دعم هذه العملية الأمنية الموسعة، أول عودة رسمية للتحالف الدولي إلى مناطق انسحب منها إثر الغزو التركي لمناطق سري كانيه وتل أبيض أواخر 2019.
وقبل بدء العملية العسكرية التركية على شمال شرقي سوريا، في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، انسحب التحالف الدولي من الرقة والطبقة وكوباني ومنبج.
واليوم ألقت القوّات المشتركة لحملة “الانتقام لشهداء الرقة” بدعم جوي من التحالف الدولي، القبض على “والي الرقة” المسؤول عن خلايا تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” و75 عنصراً آخراً خلال عمليتها الأمنية في الرقة والطبقة وريفيهما.
وشملت العملية الأمنية لـ القوات المشتركة، عمليات تمشيط لبلدة الكرامة شرق مدينة الرقة 30 كم، وبلدة المنصورة غرب الرقة، وبلدتي صرين والجرنية.
تحركات متجددة
قبل العملية الأمنية التي شاركت فيها قوات التحالف الدولي، كانت هناك تحركات أميركية في الرقة، بدأت بزيارة وفد رفيع المستوى من الحكومة الأميركية والتحالف الدولي، مبنى الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا في الرقة، بعد المشاركة بالذكرى السنوية الخامسة لطرد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من المدينة.
وترأس الوفد حينها نيكولاس غرينجر، المبعوث الأعلى للحكومة الأميركية في شمال وشرقي سوريا، والتقى آنذاك مع مسؤولين في الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية “مسد”.
وأكد غرينجر على مواصلة الشراكة مع “قسد”، لإلحاق الهزيمة النهائية بتنظيم “داعش”، وأضاف حينها: “شرفٌ لي أن نعمل جنباً إلى جنب، لبناء مستقبل أفضل لسكان المنطقة”.
وفي ذكرى تحريرها الخامسة والتي تصادف الـ 17من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، استذكر التحالف الدولي لمحاربة “داعش”، الذكرى الخامسة لدحر التنظيم من أكبر معاقله السورية في محافظة الرقة، شمالي سوريا.
ونشر حساب عملية العزم الصلب، حينها، تغريدة على تويتر، “حيّا” فيها سكان شمال شرقي سوريا في الذكرى الخامسة لـ”تحرير الرقة من حكم داعش الوحشي”.
وعلى خلفية عودة التحالف الدولي للاهتمام في الرقة، دخلت دوريات أميركية إلى المدينة، بالتزامن مع توالي التسريبات بنية التحالف الدولي إنشاء قاعدة في الرقة.
للتدخل أسباب
بحسب بيانات التحالف الدولي، اعتقل 55 عنصراً من خلايا التنظيم في مدينة الرقة خلال العام الفائت، لكنها كانت بعمليات أمنية محدودة.
وتأتي مشاركة التحالف الدولي بالحملة المشتركة، بعد تحركات لتنظيم “داعش” في المدينة، والتي بدأت منذ حزيران/ يونيو 2022، حين نفذ سجناء في سجن الرقة المركزي استعصاءً استطاعت القوات الأمنية السيطرة عليه.
تأتي مشاركة التحالف الدولي في العملية الأمنية الموسعة بعد نشاط متزايد للتنظيم وانتشار خلاياه في المنطقة، والسؤال هل ستمنع الحملة خلايا التنظيم من التحرك، وهل المشاركة خطوة استباقية لنشاط محتمل؟.
إعداد وتحرير: أحمد عثمان