شروط الأسد أم الضغط الدولي.. لماذا توقّف تطبيع أنقرة مع دمشق؟

الرقة – نورث برس

لم يجتمع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مع نظيره السوري فيصل المقداد، في الموعد الذي أعلنته الخارجية التركية في منتصف كانون الثاني/ يناير الجاري، في إطار مساعي تطبيع أنقرة مع دمشق.

ويرى مراقبون ومحللون سياسيون أن اللقاء بين الوزيرين واستدارة التطبيع التركية مع دمشق “اصطدمت” بمطالب الأسد “القاسية”، بينما يعزيها آخرون إلى ضغوطٍ أميركية ودولية.

وفي السادس من الشهر الجاري، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه قد يجتمع مع الرئيس السوري بشار الأسد في إطار عملية سلام جديدة، وذلك بعد أن اجتمع وزيرا دفاع البلدين ومسؤولي أجهزة الاستخبارات في موسكو، في أول اجتماع علني بعد سنوات الحرب في سوريا.

ليخرج الرئيس السوري بشار الأسد، في الرابع عشر من الشهر الحالي، برد على جميع تصريحات التي صُدرت عن الساسة الأتراك قائلاً: “سوريا لن تسير إلى الأمام في الحوار مع تركيا إلا إذا كان هدفه إنهاء الاحتلال ووقف دعم التنظيمات الإرهابية”.

أسرار مكشوفة

وقال عمر رحمون، رئيس لجنة المصالحة في سوريا والتي تتبع للحكومة السورية، لنورث برس، إن هناك “تناقضات” في تصريحات المسؤولين الأتراك بشأن الملف السوري “بين التطبيع وعدم التطبيع وبين اللقاء وعدمه”.

وأضاف أن الاجتماع بين وزيري الخارجية التركي والسوري لم يتم تحديد موعده بحسب التصريحات التي صدرت من دمشق.

وأشار إلى أن مصالح البلدين هي التي تدفع عملية تطبيع العلاقات إلى الأمام، وأن مطالب دمشق “محقة” وهناك “إقرار من الجانب التركي بذلك وسيتم تلبية مطالبها”، وفقاً لكلامه.

وفي تقارير سابقة لنورث برس، ذكر محللون سياسيون أن “الأسد يماطل” في دعوات اللقاء مع الرئيس التركي، حتى صدور نتائج الانتخابات التركية.

فين قال آخرون أن التطبيع قد يكون “لعبة انتخابية” يخوضها أردوغان لسحب البساط من تحت معارضيه والظفر بنتائجها.

واستبعد رحمون لقاءات سرية بين أنقرة ودمشق قائلاً: “لم يعد هناك أسرار في هذه العلاقة”.

ضغوطات أميركية

ولكن في المقابل يقول عبد الله الأسعد، رئيس مركز “رصد” للدراسات الاستراتيجية، إن تأخر اللقاء بين الطرفين هو “نتيجة الضغوطات الكثيرة على أنقرة لعدم التطبيع مع الأسد”.

ويستشهد الأسعد بالتصريحات التي خرجت من واشنطن والتي قالت إن “نظام الأسد لا يمكن الوثوق به لما قام به من إجرام بحق شعبه”.

وفي الـ 18 من يناير الجاري أكدت كل من الولايات المتحدة وتركيا، في بيان مشترك عقب زيارة وزير الخارجية التركي إلى واشنطن، على التزامهما بحل سياسي لسوريا وفق القرار الدولي 2254.

البيان المشترك لم يتطرق إلى ملف التطبيع بين أنقرة ودمشق، لكن واشنطن كررت موقفها سابقاً أنها “ضد تعويم نظام الأسد”.

وقال الجانبان إنهما ناقشا تزويد أنقرة بطائرات الـ إف 16، وبحثا أيضاً توسيع الناتو وملفات اقتصادية وأمنية.

ويضيف عبدالله الأسعد في حديثه لنورث برس، أن هناك “رفض دولي كبير للتقارب بين تركيا ونظام الأسد وخاصة أميركا وأوروبا والسبب في ذلك اصطفاف نظام الأسد مع روسيا ضد أوكرانيا”.

خيبة للآمال

التصريحات الأخيرة من الجانب التركي والسوري أثارت موجة من الغضب في شمال وغربي سوريا، والتي تجلّت عبر مظاهرات وصفت محاولات التطبيع بـ “خيبة الآمال” في آخر جيب للمعارضة السورية.

وقال يحيى مكتبي عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض، “كنا ولا نزال نؤكد أن نظام الأسد لا يأتي منه إلا كل شر وضرر على الشعب السوري”.

وأضاف أن المظاهرات التي خرجت “كانت رسالة واضحة ترفض أي تصالح مع نظام الأسد المجرم”.

وشدد مكتبي على ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته في تطبيق القرارات الدولية وخصوصاً بيان جنيف 1 والقرار 2254.

وأردف بأنه يجب الضغط على “نظام الأسد” لتحقيق نتائج ملموسة من العملية السياسية والتي ينبغي إلى تؤدي إلى انتقال سياسي.

إعداد: إحسان محمد – تحرير: زانا العلي