بين تأخر رسائل تكامل وغياب المواد المقننة.. يتوه سوريون للحصول على مخصصاتهم
دمشق ـ نورث برس
تتبادل شركة تكامل ووزارة التجارة الداخلية السورية المواطن ككرة بينهما. ففي حين يؤكد العاملون في صالات السورية للتجارة أن عدم حصول أسر كثيرة على مخصصاتها من المواد التموينية (رز وسكر) خاصة، يعود لتأخر وصول رسائل تكامل، تعقب الأخيرة، بأنه عند توفر المادة تأتي الرسالة.
وعللت شركة “تكامل” الأمر بأن البرنامج يعمل بشكل أوتوماتيكي ويرسل رسالة للمواطن، ولا يمكن أن يحصل أي تدخل بشري في الموضوع.
لا تستكين التجارة الداخلية لهذه الاتهامات، ويشدد مسؤولون فيها أن الوزارة لا علاقة لها بالرسائل أو التسجيل، وأن صالات السورية للتجارة تزود بمادتي السكر والرز لبيعهما من خلال البطاقة الإلكترونية.
ولكن الرسائل، بحسب المسؤولين، لا تصل أحياناً رغم توافر المادة، وأن مهمتهم تنتهي عند إرسال كتاب إلى شركة تكامل لفتح باب التسجيل عند توافر المواد.
في تصريح سابق لأحد المعنيين في شركة “تكامل”، بيَّن أن عدد البطاقات يصل إلى 4.100 ملايين بطاقة، وهذا يشكل ضغطاً كبيراً ويحتاج التسجيل لوقت، بسبب رداءة خدمة الاتصالات.
تحمل الذل
مخصصات كل فرد في الأسرة كيلو من السكر ومثله من الأرز كل شهرين، ورغم أن هذه الكميات لا تستحق كل الضغط والتوتر الذي تعيشه غالبية الأسر السورية للحصول على مخصصاتها من المادتين في كل دورة مقنن، إلا أن الظروف الاقتصادية الخانقة التي يعيشها الناس تجعلهم في حالة بحث دائم عن بدائل الشراء من السوق بأسعاره المرتفعة.
ويصل سعر كيلو السكر التمويني إلى ألف ليرة سورية، بينما يصل في السوق إلى 7 آلاف ليرة.
لكل هذه الأسباب لا تتوقف ربة المنزل إنصاف الجمعة، عن مراجعة الصالة التي تتسلم منها المواد التموينية في حمص، علها تتمكن من الحصول على مخصصاتها بدون رسالة.
لكن يأتيها الجواب دائماً بأن هذا “غير ممكن” لأن الرسالة لم تصلها، وما يقلق السيدة “جمعة” حسب تصريحها لنورث برس، هو مشارفة دورة المقنن على الانتهاء دون حصولها على مخصصاتها لأسرة مؤلفة من 6 أشخاص.
تضيف “جمعة” أن السكر أصبح المصدر الوحيد للحصول على السكريات، وذلك عند إعداد الشاي أو شرب المتة، لأن الحلويات لم تعد تدخل منازلهم منذ زمن.
وتحاول السيدة، التواصل مع شركة “تكامل” باستمرار على رقم خدمة الزبائن لكنها لم تتمكن من الحصول على خط جاهز في أي مرة وأنه دائماً مشغول.
الحال ذاته
تشارك “جمعة” في الرأي سيدة مسنة تسير بصعوبة لتصل إلى إحدى صالات السورية في اللاذقية، ومعرفة مصير مخصصات أسرتها من السكر، بعدما أرهقهم شراء السكر الحر من السوق حسب قولها هي وأحفادها.
ولكنها عادت خائبة بعدما اصطفت بين الطوابير الكثيرة على مأخذ تلك الصالة، وأنه لا خيارات أمامهم، لأن المؤسسة لا تمتلك جهاز “ماستر” الذي يمكن من خلاله منح مخصصات المواطنين الذين لم تصلهم الرسائل، لكيلا تذهب عليهم مخصصاتهم والرسالة لم تأت.
لم يتوفر
مصدر في السورية للتجارة، كشف لنورث برس، عن أن هنالك نسبة لا بأس بها من الأسر “لم تحصل على مخصصاتها من المواد التموينية”، وبين أن هذه النسبة تصل في محافظة كاللاذقية مثلاً إلى أكثر من 9%.
وقال إن السبب يعود لتأخر وصول توريدات السكر، ولم يلق هذه المرة باللائمة على تأخر الرسائل.
ويشير موظف سابق في الوزارة إلى أن من لم تصله رسالة لن يحصل على مخصصاته، أي أن هذه النسبة ظلت خارج الدعم مع أنها يجب أن تكون مدعومة، وهذا يعني أن توزيع الدعم لا يطال جميع المواطنين.