مصابو الثلاسيميا بمنبج…تصاعد المعاناة نتيجة فقدان علاجهم وأدويتهم جراء العملية التركية
منبج – صدام الحسن – NPA
يعاني مرضى الثلاسيميا في منبج من نقص حاد في الأدوية اللازمة لمعالجة المرض، بسبب مغادرة المنظمات المنطقة إثر العملية العسكرية التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها على شمال شرقي سوريا.
المشكلة تفاقمت عند مرضى الثلاسيميا في منبج كون الأدوية، كانت تأتي سابقاً من مدينة تل أبيض / كري سبي، ومقدمة من منظمة "أطباء بلا حدود"، لكن وقوع المدينة تحت سيطرة تركيا والفصائل التابعة لها لم يعد بالإمكان الوصول إليها.
يتحدّث المواطن حمام محمد علي لـ "نورث برس" وهو والدٌ لثلاثة أطفال مصابين بمرض الثلاسيميا من قرية وريدة في ريف منبج الشمالي الغربي، عن صعوبة تأمين الأدوية اللازمة لعلاج أطفاله، فهو يقوم بزيارةٍ منتظمةٍ لقسم الثلاسيميا في مشفى الفرات لنقل الدم، إلا أن الادوية التي تُعطى مع نقل الدم غير متوفرة كحبوب الحديد وحُقن الديسفرال.
وتابع العلي حديثه بأنه في السابق كان يقوم بالسفر إلى تل أبيض لتأمين الدواء من منظمة أطباء بلا حدود، إلا أن الاوضاع الآن تغيرت ولا يوجد أي نوع من الأدوية.
بدوره محمد الحمود من ناحية العريمة غربي منبج حاله كحال الكثير من المرضى الذين يقومون بزيارة منتظمة إلى قسم الثلاسيميا لتلقي العلاج، لكنه يعاني أيضاً من صعوبة في تأمين الدواء.
وطالب الحمود من خلال حديثه لـ "نورث برس" توفير الأدوية المفقودة لعلاجه وعلاج الكثيرين من المرضى الآخرين الذين يعانون من هذا المرض.
وفي هذا الصدد أشارت فاطمة الخلف الإدارية في قسم الثلاسيميا إلى أن عدد المرضى الذين يرتادون القسم للعلاج، يبلغ أكثر من /350/ مصاباً إضافةً الى إصاباتٍ بمرض الناعور النادر صعب العلاج.
وطالبت الخلف بتأمين المواد الطبية والأدوية، وتوسيع القسم، وزيادة عدد الأسِرة لاستقبال المرضى، وتأمين الأجهزة الضرورية للكشف المُبكر عن المرض كجهاز "اختبار الرحلان الكهربائي" المخصص للكشف عن مرض الثلاسيميا.
جدير بالذكر أن مرض الثلاسيميا مرض وراثي يصيب الأطفال، وينجم عنه اضطراب في خلايا الدم الحمراء مما يؤدي إلى إصابة المريض بتضخم في الطحال وتشوه في العظام، ويكون المريض بحاجة الى نقل دمٍ وأدويةٍ بشكل منتظم ليتمكن من مواصلة حياته الطبيعية.