نفاد لقاحات الأطفال في كوباني يهدد آلاف الأطفال بأمراض خطيرة

عين العرب / كوباني – فتاح عيسى / فياض محمد – NPA

 

يشتكي أهالي مدينة عين العرب / كوباني من فقدان لقاحات الأطفال في المنطقة بسبب العدوان التركي على شمال شرقي سوريا بشكل عام، وسيطرة الفصائل العسكرية الموالية لتركيا على أجزاء من الطريق الدولي الذي يربط مدينة عين العرب / كوباني مع إقليم الجزيرة.

أغلب اللقاحات والأدوية كانت تصل للمدينة من إقليم الجزيرة عبر معبر سيمالكا الحدودي قادمة من إقليم كردستان العراق عبر المنظمات الإنسانية والطبية الدولية.

 

نفاد اللقاحات من الهلال الأحمر الكردي

 

وتوضّح زريفة مصطفى /42 عاماً/ من سكان المدينة، وهي أم لسبعة أطفال إناث، أنها تقوم بزيارة المستوصف (مركز الهلال الأحمر الكردي) لتلقيح أطفالها دون جدوى، حيث يتم إخبارها كل مرة بأنه لا توجد لقاحات في المركز.

وتطالب مصطفى المنظمات الإنسانية بتأمين لقاحات الأطفال، وخاصة أن أغلب الأهالي يعانون من تردي وضعهم الاقتصادي ولا يستطيعون زيارة عيادات الأطباء، مشيرة إلى أن لديها ثلاثة أطفال بحاجة لتلك اللقاحات.

فيما أوضحت الرئيسة المشاركة لمنظمة الهلال الأحمر الكردي في إقليم الفرات ليلى نجاتي، أن أهالي المدينة يشتكون منذ أشهر من نقص اللقاحات وعدم توفرها بشكل كامل.

كذلك أشارت إلى أن منظمة الهلال الأحمر الكردي قد تقدمت بطلب لمنظمة أطباء بلا حدود، لتأمين هذه اللقاحات كونها، كانت المنظمة التي تأمن هذه اللقاحات للهلال الكردي قبل العدوان التركي على مناطق في شمال وشرق سوريا.

 

تأثيرات إغلاق طريق /M4/

 

وتضيف نجاتي أن إغلاق الطريق الدولي /M4/ بين كوباني وإقليم الجزيرة بسبب الأوضاع الأمنية والعدوان التركي، أثّر بشكل سلبي على وصول اللقاحات إلى المدينة، مشيرة إلى وجود كميات من هذه اللقاحات وصلت إلى مدينة المالكية / ديريك، وستصل خلال الأسبوع القادم إلى كوباني.

وتشير نجاتي إلى أن منظمة الصحة العالمية هي المسؤولة الأولى عن تأمين هذه اللقاحات، ولكن رغم محاولتهم التواصل مع المنظمة إلى أن الردّ لم يصلهم حتى الآن.

وأكدت كذلك على أن حملات التلقيح التي كانت تتم في المنطقة كانت بدعم من منظمتي اليونيسيف والصحة العالمية، ولكن هذه الحملات توقفت منذ نحو عامين في المنطقة بسبب نقص اللقاحات بشكل عام.

وتؤكد نجاتي أن منظمة الهلال الأحمر الكردي في المنطقة لديها مجموعة مراكز تقوم بتقديم اللقاحات الروتينية، إضافة لقيامها بحملات التلقيح، لكن بسبب الحرب التركية على المنطقة توقف العمل في فروع ومراكز المنظمة في مدينة تل أبيض / كري سبي وبلدة عين عيسى.

 

مخاطر فقدان اللقاحات

 

وتضيف الرئيسة المشاركة للهلال الأحمر الكردي أن الأطفال في المنطقة معرضون للإصابة بمرض شلل الأطفال والحصبة وأمراض أخرى، في حال لم تتوفر هذه اللقاحات في أقرب وقت، كونها تعتبر لقاحات أساسية وضرورية للأطفال بشكل عام. 

من جهته يوضّح الرئيس المشارك لهيئة الصحة في إقليم الفرات أحمد محمود، أن اللقاحات لم تصل للمدينة منذ شهرين، نتيجة الهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا، وتسببها بإغلاق الطريق بين إقليم الفرات وإقليم الجزيرة.

أيضاً أشار إلى أن اللقاحات كانت تصل للمدينة عن طريق المنظمات الإنسانية عبر معبر سيمالكا في إقليم كردستان العراق.

 

وعود بتوفر اللقاحات قريباً

 

ويضيف محمود أن بعض اللقاحات وصلت إلى مدينة المالكية / ديريك، مؤكّداً أنها ستصل خلال الأسبوع القادم إلى المنطقة، وتكون متوفرة في مراكز التلقيح بجميع أنواعها.

وأشار محمود أن هنالك وعوداً من الجهات المعنيّة بأنه في حال تمت أي حملة تلقيح شاملة للأطفال في سوريا، فسيتم تنفيذها في مدينة عين العرب / كوباني ومدينة عين عيسى أيضاً.

الجدير بالذكر أن منظمة الهلال الأحمر الكردي قامت بتلقيح  نحو /45/ ألف طفل ضدّ شلل الأطفال في إقليم الفرات، في شهر تشرين الثاني / نوفمبر 2018، بالتنسيق مع هيئة الصحة ودعم من منظمة الصحة العالمية.