بعد عمل مضنٍ لأعوام.. لاجئ سوري ينجح بافتتاح مخبزه في مخيم بأربيل

أربيل ـ نورث برس

يصحو اللاجئ السوري حمزة خليل (36 عاماً)، في الصباح الباكر، يجهّز العجين ويُشعل النار، يبدأ بخَبز المعجنات، داخل مخبزه في مخيم “قوشتبه” في مدينة أربيل، فهو يعجن ويخبز ويجهز البيتزا والفطائر، ويوصلها مجاناً على دراجته النارية للزبائن.

بعد ستة أعوام، من العمل في مخبز داخل المخيم، بمرتّب ضعيف وساعات عمل طويلة، تعلّم صناعة المعجنات، ونجح بافتتاح مخبزه الخاص، وبدأ العمل وحده.

يقول “خليل”، اللاجئ من القامشلي قبل عشر سنوات، إلى أربيل، لنورث برس: “أجبرتنا ظروف الحرب في سوريا على اللجوء إلى إقليم كردستان، وجدت نفسي في خيمة مع والديّ المسنيّن، فقررت البحث عن عمل، وعملت في مخبز لعدة سنوات”.

ومنذ بداية الحرب في سوريا عام 2011، لجأت عشرات العائلات السورية إلى إقليم كردستان، ونجح السوريون بإطلاق مشاريعهم الخاصة، والاعتماد على أنفسهم لتأمين حياة أفضل لهم ولعائلاتهم.

لم تكن الطرق ممهدةُ أمام “خليل”، فظروف العمل متعبة، وإمكانيته المادية ضئيلة، لكنه قرر تحسين حاله، بدأ بخطوات بسيطة، بمساعدة بعض الأصدقاء، ونجح في إطلاق مشروعه الخاص.

يقول “خليل”: “اشتريت الفرن في البداية، بعده العجانة، ثم البراد والمعدات، شيئاً فشيئاً بدأت أجني ثمار جهدي”.

يعيش “خليل” مع زوجته وأولاده ووالديه داخل المخيم، يعتبر المخبز مصدر رزقهم الوحيد، يقول: “أعتمد على مخبزي لتأمين معيشتي، رغم أرباحي البسيطة، إلا أنه وفّر مساحة أمان مادية لنا، نحن لا نحتاج مساعدة أحد بعد الآن”.

يرى الرجل أن محبة الناس لمعجناته، وإقبالهم عليها، ليست فقط مرتبطة بحاجتهم لتناولها، “بل لأنهم شعروا بمحبّة الصانع، وتعاطفه معهم”.

ويقول: “لأنني اختبرت قسوة اللجوء، انطلقت من فكرة العطاء، فقررت تخفيض أسعاري إلى النصف، وتوصيل الطلبات مجاناً، وتقديم الفطائر مجاناً لأي عائلة محتاجة، وأثمرت هذه الفكرة برزق واسع ومحبة منقطعة النظير”.

ليست فقط الرائحة ما تجذب العائلات اللاجئة للشراء من مخبز “خليل”، إنما أيضاً ابتسامته العذبة، وحبه لعمله وأهل بلده.

يقول: “علينا التعاطف مع بعضنا، وتقديم المساعدة مجاناً، فأحوال الناس هنا في المخيم معروفة للجميع، ويجب أن نقف إلى جانب بعضنا لمواجهة قسوة اللجوء وتخطيها”.

إعداد: سهى كامل ـ تحرير: قيس العبدالله