الرقة – نورث برس
فجّرت تصريحات ورسائل “الغزل السياسي” التي أطلقها الساسة الأتراك حول إعادة تمكين العلاقات مع دمشق، ودعوة الرئيس التركي لنظيره السوري، للقاء، الشارع في المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية الموالية لأنقرة.
وتعالت الأصوات التي خرجت في مظاهرات شعبية كبيرة في 30 كانون الأول/ ديسمبر الماضي 2022، في مدن شمال غربي سوريا في جمعة حملت عنوان “لن نصالح.”
وأتت الجمعة الأولى من العام 2023 تأكيداً لرفض سكان تلك المناطق المصالحة بين النظامين التركي والسوري، والتي اعتبرها المتظاهرون “مهينة” من تركيا التي استثمرت “الثورة” السورية.
وقالت الهيئة السياسية في إدلب لنورث برس، إن المظاهرات والاعتصامات التي كانت تجري في مناطق المعارضة السورية؛ لم تكن تجمعية بقدر ما كانت تبث رسائل واضحة عن موقف الشعب.
وأرجعت الهيئة سبب تناقص أعداد المتظاهرين، إلى أن الرسالة وصلت لكل الأطراف وكانت واضحة، وعليه يكون الهدف الأساسي من التظاهر قد تم إنجازه، بحسب الهيئة.
وأضافت، لقد أظهر الحراك الشعبي في الفترة الماضية، أن “الشعب في المناطق المحررة يرفض رفضا قاطعاً أي فكرة تقارب مع نظام قتل الملايين ودمر البنى التحتية لثلثي البلد”.
وأفادت أن موقف المعارضة من طريقة المقاربة والتعاطي مع الدول التي تقوم بالتطبيع مع “نظام الأسد” هو “موقف ثابت وواضح، فهي ترفض أي تطبيع مع النظام من أي طرف ولو كانت تركيا أو غيرها”.
وشددت الهيئة، على أن الأمر سيكون “وصمة عار في تاريخ سياسة البلد الذي يقبل الجلوس مع هذا النظام، وأن التطبيع أمر سيعيش وباله الطرف الذي قبل التطبيع مع نظام معزول عالمياً”.
وتابعت، أن من نقاط قوة المعارضة السورية هي “مواقف دول العالم من النظام ومعرفتهم بحقيقته الإجرامية مثل الموقف الأوروبي والموقف الأمريكي”.
بينما مناف الأسعد وهو ناشط مدني من الرقة قال لنورث برس، إن مصير مناطق المعارضة هو “تسليمها للحكومة السورية وخاصة المعابر التي تجني المال بشكل يومي”.
وأضاف أن هدف تركيا هو إضعاف مناطق “شمال شرقي سوريا عن طريق الحكومة السورية، الهدف الثاني هو إعادة اللاجئين كورقة ضغط انتخابية يلعب بها اردوغان.”
وقال إن تركيا قادرة على “ممارسة ضغط على المعارضة لأنها تابعة لها”.
وفيما يتعلق بمصير السكان، قال “الأسعد” متأسفاً، إنهم يبحثون عن “طوق للنجاة لا خيار أمامهم سوى الهجرة أو العودة إلى ما قبل الثورة”.
وفي المقابل يقول الناشط السياسي من إدلب عبد الكريم العمر لنورث برس، إنه هناك قوى للمجتمع المدني قوى الثورة المدنية الشباب المتظاهرون شعب في مناطق المعارضة السورية في إدلب وأرياف حلب “هؤلاء كلهم ضد التطبيع والمصالحة”.
وأضاف أن مؤسسات المعارضة السورية مثل الائتلاف الوطني وهيئة التفاوض “لا تستطيع ولا تملك الأدوات للسير في أي مشروع تصالحي أو تطبيعي أو قبول يعني ما تمليه تركيا عليها”.
وقال إن المعارضة المتمثلة بالائتلاف وهيئة التفاوض واللجنة الدستورية “انحرفت عن الثورة والمسار السياسي الأساسي وهو جنيف و2254 عندما ذهبت إلى أستانا وسوتشي، ولكنها، لا تستطيع أن تقبل بأي مسار تصالحي أو تطبيعي مع الأسد في ظل وجود رفض شعبي عارم”.
وأشار أن خمسة ملايين سوري في الداخل بالإضافة الى كل النازحين واللاجئين خارج الحدود؛ هؤلاء أيضاً لا يمكن أن يقبلوا بـ”العودة إلى نظام الأسد وبالتالي لا تستطيع المعارضة ولا تملك أي أداة من أدوات القبول أو السير ضمن ما تريده تركيا أو غيرها في مجال العلاقة مع بشار الأسد”.