“ويتكلمون عن الدعم!”.. مشكلات تواجه سكان مناطق الحكومة خلال التسجيل على البطاقة الذكية
دمشق/ حلب/ السويداء ـ نورث برس
ترى إيمان النمر (32 عاماً) من سكان مساكن برزة في دمشق، أن المفترض أن يتم تغيير صفة البطاقة الذكية إلى (الغبية)، فخطوات التسجيل عبرها صعبة وطويلة وخصوصاً في أوقات فشل الشبكة والتطبيق.
وتقول متذمرةً من الآلية المتبعة لاستلام المواد عبر البطاقة الذكية: “ليس من المنطقي أن نشتري السكر من صالة ونذهب إلى صالة أخرى لنشتري الأرز، فهذا كله عذاب للمواطن وليس لدعمه”.
وتتساءل بلهجتها العامية: “معقول كل مرة لازم المواطن يعلّ قلبه ويسجل؟، لماذا لا يكون التسجيل تلقائياً؟”.
وبدأ السوريون في مناطق الحكومة السورية، قبل يومين استلام مخصصاتهم من المواد المدعومة عبر البطاقة الذكية, وواجهوا عدة مشكلات في تطبيق “وين” خلال عملية التسجيل التي بدأت في الثالث عشر من الشهر الحالي.
“مخصصات شحيحة”
وتعتبر البطاقة الذكية، أساسية للعائلات في مناطق سيطرة الحكومة السورية، فمن خلالها قد تستطيع الحصول على مخصصاتٍ “شحيحة” من مازوت التدفئة والغاز المنزلي والخبز ومواد التموين المختلفة من سكر وأرز وغيرها.
ومطلع العام 2019، أطلقت الحكومة السورية العمل بمشروع البطاقة الذكية، وهو مشروع “أتمتة” توزيع المشتقات النفطية وغيرها من المواد والخدمات على العائلات في سوريا، تقوده وزارة النفط والثروة المعدنية وتنفّذه شركة “تكامل” المحلية.
وأشار عماد السقا (40 عاماً) من سكان جرمانا، إلى أن القائمين على البطاقة الذكية يعتقدون أن “الجميع لديه إنترنت فضائي من شركة ستارلنك المرموقة, تطبيق (وين تكامل) يحتاج للتحديث مرة، ومرة أخرى يغلق من تلقاء نفسه ومرة أخرى لا يستجيب”.
وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أوضحت على صفحتها فيسبوك، على خلفية التعليقات والشكاوي التي نشرها السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي, أن التسجيل على المواد الاساسية المدعومة الموزعة عبر البطاقة الإلكترونية يتم بشكل متفرق لكل مادة على حدى وبرسالة مستقلة بهدف توزيع المواد بحسب الكميات المتوفرة لدى المؤسسة السورية للتجارة.
وبالتالي يضمن ذلك الحصول على المخصصات من كل مادة عند توفرها في المؤسسة. وعدم إيقاف توزيع المواد المطلوبة بانتظار ورود كمية لمادة غير متوفرة .
ويعلق علي عود، من سكان من سكان مساكن برزة، ساخراً، أن هدف الوزارة من إرسال رسائل منفصلة للمتة رسالة بيوم وبعد أسبوع رسالة للبرغل والذي يليه للسكر، “هو ناس تروح وناس تجي وتنشط الحركة في البلاد وتنشط السياحة وترجع أيام زمان”.
وتقترح الأربعينية منيرة الوسوف، من سكان المزة، أن يتم تسليم الكميات المخصصة دفعة واحدة “تخفيفاً للازدحام ولوقت المواطن”, وتشير إلى أن “المبررات التي نشرتها الوزارة عبر صفحتها بتسليم المواد مادة مادة، غير مقنعة”.
غياب الشحن الكهربائي
وفي حلب لايزال السكان في ريف حلب الشمالي يعانون من الغياب شبه الكامل لشبكتي الاتصال والإنترنت بسبب توقف أبراج شركات الاتصال لغياب الشحن الكهربائي الخاص بها.
فتوقف الإنترنت وضعف الاتصالات الخليوية، طالت تأثيراتها أجهزة شركة “تكامل”، فالكثير من الأفران والكازيات، إضافة لمعتمدي الغاز ومراكز السورية للتجارة، “لم يتح لهم تسليم المواطنين مستحقاتهم من هذه المواد”.
ولليوم الرابع على التوالي، لم يستطع محمد دياب حماش (47 عاماً) وهو معتمد غاز في مدينة نبل في ريف حلب، تسليم أي جرة غاز لمن وصلتهم رسائل الاستلام، “فجهاز تكامل الذي بحوزتي متوقف عن استقبال بطاقة تكامل لضعف الشبكة وانعدامها”.
ويقول لنورث برس: “أجهزة تكامل تعمل على الإنترنت وكل مواطن تأتيه رسالة استلام الغاز علينا أن نؤكِّد عملية التسليم عبر إرسال كود بطاقته لشركة تكامل من خلال الجهاز، لذلك توقفنا عن تسليم الغاز وأبلغنا الشركة وننتظر إيجاد حل لهذه المشكلة”.
ويتساءل حسين هواش (58 عاماً) من سكان بلدة الزهراء في ريف حلب الشمالي، “إذا كانت شركات الاتصالات مع كل الأرباح التي تجنيها عاجزة عن تأمين مازوت لتشغيل مولدات أبراجها وشحن بطاريتها، فكيف لنا نحن الفقراء أن نؤمن المازوت لندفئ عيالنا”.
ويضيف لنورث برس: “منذ يومين لم أستطع شراء الخبز بالسعر المدعوم بسبب توقف عمل جهاز قطع البطاقات بسبب الشبكة، فمعتمد الخبز سيقوم بتجميع البطاقات من الأهالي والذهاب لنقطة فيها إنترنت من أجل تفعيل الاستلام ولحين ذلك سنبقى بلا خبز”.
ورغم وصول رسالة استلام البنزين، إلا أن عدنان السيد علي (33 عاماً) من بلدة حيان بريف حلب الشمالي، لم يستطع ملء الكمية المتاحة له من الكازية في بلدة نبل، “بسبب انقطاع خدمة الإنترنت وتوقف الأجهزة”.
وسيلجأ “السيد علي”، لشراء البنزين بالسعر الحر، “لا أدري متى يتوفر البنزين مرة أخرى لكي أحصل على مستحقاتي”.
“يتكلمون عن دعم!”
ولم تكن السويداء بأفضل حالاً، إذ تكررت شكاوى الكثيرين من سكانها من توقف برنامج “تكامل” عن العمل وعدم تمكنهم من التسجيل للحصول على مخصصاتهم.
في حين أن من حالفهم الحظ واستطاعوا فتح البرنامج اضطروا للسهر لساعات الصباح ليتمكنوا من تفعيل طلباتهم.
وجاءت الدورة الجديدة بإضافة مادتي البرغل والمتة إلى قائمة المواد المدعومة (السكر والأرز والزيت النباتي).
وباستياء علق أحد سكان السويداء، قائلاً لنورث برس: “كيلو البصل بـ5500 ليرة، سعر البيضة الواحدة 700 ليرة، حليب الأطفال مفقود. ويتكلمون عن دعم!”.