في وقت حاجتها.. مزارعون للأشجار المثمرة في كوباني لم يستلموا مخصصات المحروقات
كوباني – نورث برس
في هذا الوقت من كل عام، اعتاد محمود البدء بحراثة حقله المزروع بأشجار الفستق الحلبي، ولكن هذا العام تأخر بسبب عدم توفر مادة المازوت للحراثة وغيرها من الأمور التي تحتاجها الأشجار.
محمود بكي (35 عاماً) وهو من سكان قرية بويان 24 كم غربي كوباني، يملك حقلاً مزروعاً بأشجار الفستق الحلبي، التي تحتاج للكثير من العناية والحراثة، لكن قلة المحروقات تعيقه عن العمل.

يشتكي مزارعون للأشجار المثمرة في كوباني من قلة الدعم الزراعي، لا سيما حرمانهم من مخصصاتهم من مادة المازوت في أكثر الأوقات حرجاً وحاجة لها.
ويقول “بكي”، إنه اضطر مؤخراً لشراء المازوت بالسعر الحر نتيجة تأخر استلامه لمادة المازوت الزراعي المدعوم، ويشتكي المزارع من عدم توفر الدعم الكامل لهم من أسمدة وغيرها، في ظل ارتفاع أسعارها في السوق السوداء.
ويلجأ مزارعو الأشجار لتقليم أشجارهم ورعايتها في شهري كانون الأول/ ديسمبر، وكانون الثاني/ يناير، حيث الفترة المناسبة، للسقاية والتقليم والمعالجة، وجميعها تحتاج إلى مادة المازوت.
ويضيف “بكي”، الذي يملك 40 هكتاراً مزروعة بالفستق الحلبي، أن “على الجهات المعنية، دعمهم في الوقت المناسب. ففي هذا الوقت من العام يحرث مزارعو الأشجار المثمرة حول أشجارهم، لمنع نمو النباتات الضارة”.
لم تحصل نورث برس على إحصائية دقيقة لمساحة الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة، بسبب عدم الرد من قبل المعنيين.
ولكن بحسب إحصائية تعود للعام 2020، بلغت مساحة الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة في كوباني نحو 585 هكتار، ضمت أكثر من 116 ألف شجرة، بينها نحو 82 ألف شجرة زيتون، وأكثر من 31 ألف شجرة فستق حلبي، إضافة لنحو ثلاثة آلاف شجرة فواكه متنوعة.
وعلى خلاف سابقه، لم يستطع سهيل بكنادي (35عاماً) شراء المازوت من السوق الحرة، لعدم قدرته على ذلك، وبات ينظر بتحسر إلى أشجاره المهملة دون أن يحرك ساكناً.
ولدى المزارع سبع هكتارات مزروعة غالبيتها بالفستق الحلبي، ويحتاج لكميات كبيرة من المحروقات، المتوفرة بالسوق السوداء بسعر يصل إلى أكثر من ألفي ليرة لليتر الواحد.
ويأمل الرجل أن يستلم مخصصات أرضه قبل استفحال الأعشاب وتأثيرها على أشجاره.
بينما اشترى جوان مسلم (33عاماً) المازوت لحراثة أرضه، ولكن بسعر أقل من السوق السوداء، حيث طلبه من أقارب له واشترى البرميل بنحو 250 ألف ليرة.
ويشير إلى أن “غالبية المزارعين لا يستطيعون شراء المازوت بالسعر الحر، ولولا أن أقاربه خفضوا له الكثير من السعر لما تمكن من شرائه”.
ويرى “مسلم” أن الأشجار هذا العام تحتاج للكثير من الرعاية والحراثة بسبب وفرة الأمطار التي ساعدت بنمو أعشاب مختلفة، وفي حال لم تُعالج الأشجار أو يُحرث حولها سيكون “موسماً كارثياً” للمزارعين.

كذلك الحال بالنسبة لـ عقيل مسلم (57عاماً) الذي استطاع تأمين المحروقات بسعر أدنى من السوق السوداء بعد بحث مضنِ.
ويقول إن أمطار هذا العام ساعدت على نمو أعشاب مختلفة، وبالتالي “تحتاج الأراضي للحراثة والمبيدات الحشرية، منعاً لتسبب الحشائش بأمراض فطرية في الأشجار”.
وحين إعداد هذا التقرير، تواصلت نورث برس مع المكتب الإعلامي في الإدارة الذاتية للفرات للحصول على معلومات حول توزيع المحروقات على مزارعي الأشجار من الجهة المعنية، إلا أنها لم تتلق أي رد.