رغم تصعيدها.. محللون: تحرير الشام لا تملك قرار بدء عملية عسكرية واسعة

إدلب – نورث برس

بالتزامن مع تصاعد هجمات هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) سابقاً، على مواقع قوات حكومة دمشق، في أرياف إدلب وحلب واللاذقية وحماة شمال غربي سوريا، للتعبير عن رفضها للتطبيع بين أنقرة ودمشق.

لكن ورغم ذلك، وحتى مع تهديدات زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني الذي قال إن قواته تعدِّ العدة لما وصفه بـ”المرحلة القادمة”، إلا أن محللين عسكريين شددوا على أن “تحرير الشام” لا تمتلك القرار في شن عملية عسكرية واسعة تنتزع من خلالها سيطرة دمشق على مناطق في إدلب والمناطق المحيطة بها في أرياف حماة أو حلب.

ومنذ بداية العام الجاري، شهدت مناطق شمال غربي سوريا، عمليات نوعية محدودة نفذتها هيئة تحرير الشام ضد قوات الحكومة، وتركزت في ريفي إدلب وحلب شمال غربي سوريا، وذلك لتأكيد رفضها للتطبيع.

الناطق الرسمي باسم جيش العزة المنضوي في غرفة عمليات “الفتح المبين” التي تتزعمها “تحرير الشام”، العقيد مصطفى بكور، قال لنورث برس، إنه “وحتى الآن تقوم الهيئة بعمليات نوعية خلف خطوط التماس مع قوات النظام”.

وأضاف أن كافة التصريحات التي تصدر عن قادة مجموعات “تحرير الشام”، تشير إلى أن هذه العمليات تأتي “رداً على التوجه التركي باتجاه المصالحة مع النظام السوري، ورفضها”.

وأعرب “بكور” عن اعتقاده في أن البدء بأي عمل عسكري على جبهة واسعة في أرياف حماة وحلب وإدلب، “يؤخذ بالحسبان في خطط كافة الفصائل العسكرية وليس فقط تحرير الشام”.

لكن وبعد انكماش المساحة الجغرافية التي تسيطر عليها قوى المعارضة والكثافة السكانية العالية في هذه المناطق، فإن هذا الخيار ينطوي على “مخاطر كبيرة ويحتاج إلى توفر ظروف دولية ومحلية مناسبة”، بحسب “بكور”.

وأشار إلى أنه من الممكن أن “تتوفر هذه الظروف خلال الأشهر القادمة إذا ما تطورت العلاقة بين تركيا ونظام الأسد”.

ولا يمكن التكهن بمسيرة الأوضاع في شمال غربي سوريا، في ظل التصريحات المتناقضة للدول الفاعلة في الملف السوري، بحسب الناطق الرسمي لجيش العزة.

ولكنه يضيف: “يجب أن ننتظر نتائج زيارة وزير الخارجية التركي لواشنطن في الأيام القادمة وحينها ربما تتوضح الصورة أكثر في المنطقة”.

وبناءً على نتائج الزيارة “يمكن أن نرى تباطؤاً أو إيقافاً في الخطوات التركية في التقارب مع الأسد بعد قانون الكبتاغون الأميركي ضد الأسد، مقابل توافق تركي أميركي على صيغة جديدة للوضع في الشمال السوري تبدد المخاوف التركية من قسد”، على حد قول “بكور”.

من جانبه قال المحلل العسكري أحمد رحال لنورث برس، إن الفصائل العسكرية بما فيها هيئة تحرير الشام “لم تعد اليوم تملك قراراً بفتح عمل عسكري ضد النظام السوري أو غيره، كما أنها غير قادرة على التمرد على قرارات من يتحكم بها نهائياً”.

ورأى القائد العسكري في غرفة عمليات “الفتح المبين”، خالد الحموي، أن عمليات الفصائل تأتي في إطار الرد على تصعيد قوات الحكومة، كما تتضمن رسالة للدول الضامنة أن الفصائل “لا تزال قادرة على قلب الموازين ولم تصل بعد للمرحلة التي تفرض عليها قبول المصالحة مع النظام السوري”.

واستبعد “الحموي” قيام فصائل معارضة بشن عمل عسكري واسع، في الوقت الحالي، “كون ذلك سوف يعطي حجة لروسيا والنظام السوري بخرق اتفاق خفض التصعيد”.

ولكن في الفترة القادمة وفي حال قررت تركيا التخلي عن المعارضة السورية فإن “الفصائل العسكرية لن تقف مكتوفة الأيدي، حيث أنها تعد العدة لمثل ذلك اليوم على الرغم من أنه شبه مستحيل”، بحسب “الحموي”.

إعداد: بهاء النوباني ـ تحرير: قيس العبدالله