نازحون من رأس العين: أصبحنا سلعةً يُتاجر بها الإعلام والمنظمات لا تحرّك ساكناً
القامشلي- ريم شمعون / سركون يوسف – NPA
تتكرر قصص النزوح والتشرّد بشكل يومي تقريباً، فينزح الأهالي وتنزح معهم أحلامهم، خاصةً بعد سيطرة فصائل المعارضة المسلّحة التابعة لتركيا على منطقتي رأس العين / سري كانيه، وتل أبيض / كري سبي في شمال شرقي سوريا، وغيرها من الانتهاكات والقتل والنهب.
يسرد عبد الله مسلم، وهو أبٌ لسبعةِ أطفال، قصة نزوحه من رأس العين / سري كانيه إلى مدينة القامشلي، ويمتنع عن التصوير معللاً ذلك أنه "أصبح سلعة يتاجر بها الإعلام، فتأتي الصحافة بحجة إيصال صوته للمنظمات، لكنهم لا يحركون ساكناً".
يقول مسلم لـ" نورث برس" عبرَ تسجيلٍ صوتي: "كنت أملك أرضاً زراعية، أزرع فيها القمح والشعير، ومنزلاً كبيراً وسط المدينة، ونزحنا بعدها إلى القامشلي جراء الهجوم التركي وسرقة منزلي من قِبل الفصائل الإرهابية المدعومة من تركيا."
يتابع حديثه قائلاً: "قبل الهجوم التركي، اشتريت بذار القمح لزراعة أرضي بمبلغ /300/ ألف ليرة سورية، لكن سُرقت القمح كلها، ولم استطع زراعتها وأُجبرت على النزوح تاركاً رزقي يُنهب ويُسرق.
أضاف مسلم أنهم بعد نزوحهم إلى القامشلي، استقروا في مدرسة ابتدائية، وتلقوا الدعم والمساعدة من الأهالي، مشيراً إلى أن هذه المساعدات لا تكفيهم في مثل هذه الظروف.
وأردف بأنه يذهب كل يوم إلى الفرن وينتظر ساعاتٍ علّه يحصل على ربطة خبز لأطفاله، "تاركاً إياهم في المدرسة، والمنظمات لا تحرك ساكناً، حتى لوازم أطفالي كالحليب والحفاضات أؤمنها بصعوبة لأنني لا أملك المال لذلك، في الوقت الذي يجب أن توفره لنا المنظمات"، وفقاً لقول مسلم.
يقارن النازح مسلم وضعه بإحدى قريباته وهي ابنة عمه النازحة في الحسكة، مشدداً على أن الأخيرة تتلقى مساعدات كافية ومن أصناف متعددة، لكنهم هنا "لا يرون منها شيئاً"، بالإشارة إلى المدرسة التي يسكنها.
وختم حديثه أنهم يواجهون خطر الخروج من المدرسة ايضاً، كون المسؤولين عن المدرسة يطلبون منهم الذهاب إلى المخيمات، قائلاً: "كنا نملك بيوتاً والآن لا نستطيع العيش في المخيمات، هذا الأمر صعب جداً علينا، متسائلاً كيف سنعيش هناك؟!"
ووسط المناشدات المتتالية للنازحين، لا يزال تقديم المساعدات دون المستوى الموازي للكارثة الإنسانية، التي تسببت بها العملية العسكرية التركية بمشاركة فصائل المعارضة المسلحة التابعة لها، في مناطق شمال شرقي سوريا، منذ التاسع من تشرين الأول / أكتوبر من العام 2019.