نازح من الجزيرة يهرب وأخته من أصوات القذائف التركية ليجتازا حدود كردستان العراق في خُرج حصان
دهوك- NPA
يجلس النازح الشاب دقوري مامي/ /27 عاماً، تحت خيمة أهله في مخيم "بردا رش" بإقليم كردستان العراق، وهو منهك وخائر القوى بعد رحلة اللجوء وعبوره للحدود السورية العراقية على ظهر حصان.
ويعاني دقوري من الألم والصداع في رأسه، نتيجة مرض الاختلاج وتشنج الأعصاب الذي ألمَّ به منذ الصغر، فبات يعاني من مشاكل في النطق والمشي.
يسرد الشاب المريض رحلة عبوره الحدود بكلمات متفرقة، حيث أثر المرض على نطقه السليم، قائلاً "عبرنا الحدود في منتصف الليل، ووضعوني وأختي المريضة في الخرج المزدوج على ظهر حصان".
طالت رحلة عبور الحدود أقل من ساعة، لكن تلكّع الحصان في الطريق الوعر وضيق الخرج، وكبر حجم الأخوين؛ سبب لهما ضيق النفس والإرهاق العصبي.
فيما تعاني أخت دقوري مامي التي تصغره سناً من نفس المرض، وعصيٌّ عليها المشي، وتتضايق من الأصوات المرتفعة، فتضع يديها على أذنيها طيلة جلوسها في الخيمة.
وخرجت أسرة دقوري من القامشلي حفاظاً عليه وعلى أخته المريضة، لأنهما يعانيان من نوبات عصبية واختلاج، ويتأثران بالأصوات المرتفعة.
يقول دقوري عن حالة مرضه وأخته "كلما كانت تقصف تركيا مدينتنا القامشلي، كنت أفزع وأصاب بالهلع، وكانت أختي تصاب بنوبات التشنج العصبي".
التجأت أسرة دقوري إلى مدينة الحسكة قبل توجهها إلى إقليم كردستان العراق، لكن ارتفاع تكلفة تأمين الدواء والعلاج دفعهم للتوجه إلى إقليم كردستان العراق .
وبالرغم من تواجد العديد من المنظمات الإنسانية في المخيم، إلا أن الشاب المريض دقوري وأخته يفتقدان الدواء المهدئ لحالتهما العصبية.
وتبحث أسرة دقوري لدى المنظمات في المخيم عن دواء الاختلاج والتشنج العصبي، إلا أنهم لا يزالون "يتلقون الوعود فقط"، بحسب دقوري.
وأشار دقوري إلى أن ذوي الاحتياجات الخاصة في المخيم، يعانون من سوء الخدمات المقدمة لهم من قبل المنظمات الدولية، وينقصهم الدواء والعلاج.
ونزح إلى إقليم كردستان العراق ما يقارب /12/ ألف من سكان مناطق شمال شرقي سوريا، التي شنت تركيا عملية عسكرية عليها هرباً من قصف القوات التركية وفصائل المعارضة التابعة لها.
وبحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، فإنه "بلغت نسبة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في المخيم واحداً بالمئة"، من مجموع الواصلين إلى إقليم كردستان العراق في موجة الهجرة الأخيرة؛ أي/ 110/ أشخاص من أصل ما يقارب/ 12// ألف لاجئ.