ارتفاع تكاليفها.. دفع مزارعين بريف حلب للعزوف عن الزراعة
حلب – نورث برس
يحتاج المزارع علي الحسين (33 عاماً) لمبلغ مليونين ومئتي ألف ليرة، كتكلفة أولية لزراعة أرضه بريف حلب الشمالي، خاصة مع ارتفاع سعر المحروقات والبذار والسماد وأجور الحراثة.
ويملك “الحسين” مساحة هكتارين من الأرض في قرية بيانون، لكنه عزف عن زراعتها هذا الموسم بسبب غلاء مستلزمات الزراعة.
ولم يجنِ “الحسين” من محصول القمح للموسم الماضي، “سوى مادة التبن”، فيما تحمل خسارة مالية قدرت بـ250ألف ليرة سورية، بعد أن دفع تكاليف الزراعة، من “أجور الحراثة ورش السماد وتكاليف الحصاد”.
ويقول لنورث برس: “موسم القمح للعام الماضي، كان مخيباً للآمال، خاصة الأراضي البعلية، نتيجة عدم استقرار الأمطار في السنوات السابقة”.
ارتفاع تكاليف الزراعة
ألقت الأزمة الاقتصادية التي تشهدها مناطق سيطرة الحكومة السورية، بظلالها على كافة القطاعات ليكون قطاع الزراعة إحداها وأهمها، وتسبب ذلك بعزوف نسبة لا يستهان بها من المزارعين عن الزراعة نتيجة ارتفاع أسعار مستلزماتها وحسابها على الدولار الذي تجاوز حاجز الـ6500 ليرة سورية.
كما تسبب شبه انعدام المحروقات والارتفاع الكبير في أسعارها بآثار سلبية على كافة مفاصل الحياة بما فيها الزراعة.
وأصبحت أجرة حراثة الهكتار الواحد من الأرض الزراعية تكلف 500 ألف ليرة سورية، بحسب دياب الأحمد (46عاماً) وهو مزارع من سكان قرية دوير الزيتون بريف حلب الشمالي.
وأرجع “الأحمد” في حديث لنورث برس، السبب في ارتفاع تكاليف الحراثة إلى “ارتفاع أسعار المحروقات في السوق السوداء والتي تبلغ 11 ألف ليرة سورية لليتر المازوت الواحد”.
وأضاف: “فالجرارات في مناطقنا لا تحصل على ليتر مازوت من الحكومة حتى من يمتلكون سجلاً زراعياً”.
وأشار “الأحمد” إلى أن “السماد الذي نشتريه من الحكومة وصل لأسعار خيالية، حيث أصبح طن سماد (اليوريا) 3 ملايين ليرة و(سوبر فوسفات) مليونين و200ألف ليرة وسماد النترات مليون و650 ألف ليرة”.
ويضاف إلى كل ما ذكر “أجور النقل والتحميل ودفع مبالغ مالية للحواجز الحكومية المنتشرة على الطرقات”.
كما ارتفع سعر البذار بشكل كبير حيث وصل سعر طن القمح إلى مليونين و500 ألف ليرة، والشعير مليون و950 ألف ليرة، وكذلك العدس 3ملايين و250ألفاً”.
وأصبح من يملك أرضاً زراعية بعلية، يعتبر الزراعة “مغامرة غير معروفة العواقب”، بحسب “الأحمد”، “فأي نقص في المطر، أو حصول موجه صقيع، أو هطول للبرد في موسم النمو سيتلقى المزارع خسائر كبيرة”.
المروية أقل خسائر
يرىعبد المجيد حمود (55 عاماً) وهو (مختار) بلدة مسقان في ريف حلب الشمالي، أن “الأرض المسقية تكاليفها عالية لكن نوعاً ما تكون ذات إنتاجية جيدة أو مقبولة تسد تكاليف الزراعة”.
ويضيف “حمود” لنورث برس: “سابقاً كان المزارعون يتقبلون الخسائر في حال لم يكن الموسم ذا إنتاجية جيدة، لأن التكاليف لم تكن كبيرة”.
ولكن اليوم، هناك “مئات الهكتارات الزراعية البعلية في ريف حلب الشمالي، لم تزرع حتى الآن بسبب الكلفة”، بحسب مختار البلدة.
ويعتقد “الأحمد” أنه “لو كان هناك دعم حكومي بالمحروقات والأسمدة والبذار لاختلف الحال. ولكن غياب الجهود الحكومية سيحول الأراضي البعلية إلى أراض (بور) غير مزروعة”.