عن النساء الناجحات.. لاجئة سورية تفتتح عربة لبيع الفول داخل مخيم بأربيل

أربيل ـ نورث برس

بدأت بخيمة صغيرة من النايلون، وضعت بداخلها بعض السكر والأرز والشاي، ثم تحوّلت هذه الخيمة بعد عدة سنوات، إلى محل صغير، يلبي حاجة أبناء مخيم “قوشتبه” للاجئين السوريين في أربيل، إنها قصة نجاح اللاجئة السورية فلك سليمان.

لم تتوقف عن العمل، فاشترت عربة صغيرة، وبدأت ببيع الفول والذرة، وإعداد القهوة والشاي والسحلب، لأبناء المخيم، لتكون أول سيدة سورية تقف خلف عربة في الشارع، وتكسب محبة واحترام الجميع.

تفتتح اللاجئة السورية فلك سليمان، المعروفة في المخيم بـ”أم فراس”، دكانها الصغير مع شروق الشمس، تبدأ بترتيب البضاعة، وتنظيف المكان، ثم تشعل النار وتحضر الفول والذرة، يصبح كل شيء جاهزاً قبل الساعة الثامنة صباحاً.

تقول “أم فراس” لوكالة نورث برس، إنها ومنذ بداية رحلة لجوئها من سوريا إلى إقليم كردستان العراق، قررت الاعتماد على نفسها، لإعالة عائلتها، بعد أن فقدت زوجها، وأضحت بلا معيل، فوضعت بعض الأغراض داخل خميتها الصغيرة المصنوعة من النايلون وبدأت ببيعها.

مع بداية العام 2015، تطور عملها، واستطاعت افتتاح دكان صغير داخل مخيم قوشتبه، “تحسّنت الأحوال، ومن أرباحي استأجرت محلاً صغيراً، اشتريت البضائع، الشاي والسكر والأرز والحليب والقهوة والمشروبات وغيرها، جميعها موجودة هنا”.

استطاعت “أم فراس”، كما يحب أن يناديها سكان المخيم، تأمين مصدر رزق دائم لعائلتها المكوّنة من ثلاثة أطفال، وأثبتت أن المرأة السورية قادرة على تحدي صعوبات الحياة، وتجاوز قسوة اللجوء.

تقدمها في العمر، لم يمنعها من العمل، وتأسيس مشروع دائم، “أحب عملي، والناس يقصدونني لأنني أعمل بجد منذ الصباح، وأحاول تقديم أفضل ما لدّي، كما أنني أطهو الفول والذرة بمحبة لأبناء بلدي، فجميعنا نعيش ذات الظروف، ونحتاج إلى الاهتمام والرعاية”.

يقصد دكانها جميع أبناء المخيم، وينتظر طلاب المدارس عودتهم إلى البيت، ليشتروا الفول الساخن من عربة اللاجئة السورية، فلك سليمان، بينما تبيع السحلب لكل من يحبه في المخيم، تقدمه طازجاً ساخناً، “السر ليس في السحلب بل بطريقة إعداده، المحبة والإرادة هما أساس كل نجاح”.

إعداد: سهى كامل ـ تحرير: قيس العبدالله