“سوء” جودة البنزين ترتّب على سائقي التكاسي بريف الحسكة تكاليف إضافية
ريف الحسكة – نورث برس
يعاني سمير العلي (39 عاماً)، وهو يعمل سائق تكسي في الشدادي بريف الحسكة، من رداءة مادة البنزين، شأنه في ذلك شأن نسبة كبيرة من أصحاب السيارات العمومية التي تعتمد على المادة.
وتتسبب سوء جودة البنزين بأعطال في سيارة “العلي”، لدرجة أنه بات يتخوف من التزود بالوقود من الكازيات للتكاليف الكبيرة التي ستترتب عليه، “تفوق مبالغ الصيانة في بعض الأحيان ما أجنيه خلال عملي في اليوم”، يقول “العلي”.
وبلهجته العامية يضيف لنورث برس: “بعد ما أعبي السيارة بنزين اضطر في أحيان كثيرة لأخذها شحط إلى المنطقة الصناعة”.
وتطال الأعطال غالباً “البخاخ، والغطاس، والمصفاة والبواجي والزيت” ويترتب إصلاحها في المنطقة الصناعية، الدفع بالدولار الأميركي “تصل إلى أكثر من 100 دولار”.
ويحصل سائقي التكاسي (العمومية) على 75 ليتراً من البنزين في الأسبوع عبر بطاقات، بسعر 210 ليرة سورية لليتر الواحد، بينما أصحاب المركبات الخاصة يحصلون على 38 ليتراً في الأسبوع ، من محطات الوقود في الشدادي.
وتعتمد الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تزويد السيارات بالوقود عبر بطاقة المحروقات التي أصدرتها نهاية حزيران/ يونيو الماضي.
وتشهد مناطق شمال شرقي سوريا، أزمة محروقات بلغت ذروتها منذ نحو شهرين، متسببة في تشكل طوابير طويلة على محطات الوقود، بحسب تقارير نشرتها نورث برس.
استبدال المخصصات
يضطر فرحان العمر (30 عاماً) وهو سائق تكسي عمومي في الشدادي، إلى بيع مخصصاته من البنزين، التي يحصل عليها من محطة الوقود، لأصحاب البسطات.
وهذه العملية تساعد السائق على شراء البنزين بجودة أفضل من التي يحصل عليها من محطة المحروقات عبر البطاقة المخصصة.
ويقول الثلاثيني لنورث برس، إنه يشتري مادة البنزين من السوق السوداء، “حتى لو كان السعر أغلى، لكنها تبقى أفضل من التي أحصل عليها من محطة الوقود”.
ويتهم “العمر” أصحاب محطات الوقود باتباع محسوبيات خلال التوزيع، بحيث يخصصون لهم المادة ذات الجودة السيئة، بينما الجودة الأفضل يتم بيعها بأسعار عالية.
ويوجد في الشدادي ثلاث محطات وقود، وفي غالبية الأحيان تقوم ببيع مادة البنزين بسعر 1250 ليرة سورية لليتر الواحد، بالإضافة لنوع آخر 210 لليتر الواحد.
وبلغ سعر ليتر البنزين الواحد في السوق السوداء 2500 ليرة سورية، بحسب “العلي”.
مبرر
في حين علل ماجد بوزغا، الرئيس المشارك للجنة المحروقات في الشدادي، سبب المشكلة بعدم ثبات نوعية البنزين التي تصل إلى محطات الوقود.
ويضيف لنورث برس أن “النوع الذي يباع بسعر 210 ليرة سورية في بعض الأحيان تكون جودته سيئة، وهناك نوعية أخرى من نوع (سوبر) وتباع بـ 1200 ليرة ذات الجودة الجيدة” .
ويرى المسؤول أنه بإمكان سائقي التكاسي تعبئة النوع الأفضل، بدلاً من الكميات والنوعية المخصصة لهم عبر بطاقات “السير”، التي تباع بسعر 210 ليرة لليتر الواحد، متجاهلاً الفارق بين السعرين والذي يعتبر كبيراً بالنسبة لعدد غير قليل من السائقين.