الرقة – نورث برس
وثقت رابطة “تآزر للضحايا”، مئات حالات الاعتقال من قبل تركيا وفصائل معارضة موالية لها في عفرين بريف حلب الشمالي، في حصيلة للانتهاكات خلال العام 2022.
ورابطة “تآزر للضحايا” هي منظمة سورية تهدف إلى إنصاف الضحايا خلال الحرب، وفق ما تعرف عن نفسها، ونشرت تقريرها السنوي بعنوان “غصن الزيتون: توثيق 633 حالة اعتقال في منطقة عفرين خلال عام 2022”.
وأرفقت تقريرها بتوثيقات وصور لضحايا تعرضوا للتعذيب في سجون فصائل موالية لتركيا في عفرين، وتقارير طبية، وضبوط أولية أثناء التحقيق مع الضحايا، إضافة لمحاضر تسليم الجثث لأقربائهم.
ووفقاً للتقرير الذي اعتمد في توثيق حالات الانتهاك على قاعدة بيانات خاصة بها، فقد ثلاثة أشخاص حياتهم نتيجة تعرضهم للتعذيب بشدة، وتم الإفراج عن 208 أشخاص فقط، فيما لا يزال مصير 422 شخصاً، بينهم 27 امرأة و10 أطفال مجهولاً.
معظم عمليات الاحتجاز والحرمان من الحرية بشكل تعسفي في منطقة عفرين، طالت مدنيين كُرد، أما رغبةً من المسلحين في الابتزاز وتحصيل فدية مالية من ذويهم، أو بغرض ترهيبهم ودفعهم إلى مغادرة المنطقة للاستيلاء على ممتلكاتهم، بحسب “تآزر”.
وقالت الرابطة إن معظم المدنيين تعرضوا للاحتجاز، بسبب صلاتهم السابقة المزعومة بالإدارة الذاتية، واعتُقل البعض الآخر فقط لكونهم كُرداً، ومُنعوا من الاستعانة بمحامٍ، وفي بعض الأحيان استجوبهم مسؤولون أتراك بمساعدة مترجمين شفويين.
وأضافت الرابطة أن معظم حالات الاحتجاز كانت في سجون الشرطة العسكرية أو المدنية وسجن عفرين المركزي وسجن حوار كلس وسجن المعصرة في أعزاز بريف حلب الشمالي، فيما اقتيد آخرون إلى أماكن مجهولة.
ونقلت الرابطة عن مدنيين تعرضوا للتعذيب وأطلق صراحهم أنه في كثير من الأحيان كان التعذيب أثناء الاستجواب والحرمان مراراً من الطعام والماء، وبسبب انتمائهم القومي، إضافة إلى عمليات اعتقال مشتركة نفذتها فصائل المعارضة والاستخبارات التركية في عفرين.
وأضافت أنه عند اعتقال الضحايا، يؤخذون عادةً إلى مقر المجموعة التي قامت باحتجازهم، في عفرين أو نواحيها، وكثيراً ما تعرض الضحايا لمصادرة ممتلكاتهم أو مواشيهم، كما استمرت عمليات التهديد والابتزاز حتى بعد الإفراج عنهم.
واختطفت فصائل مختلفة عدة مدنيين مرات متعددة، وبينما أُفرج عن بعضهم مقابل فدية مالية، فُقد آخرون أو عُثر على جثثهم بعد اختطافهم بأيام، كالشاب “عبد الرحمن العزو” (18 عاماً)، الذي عُثر على جثته بالقرب من نهر مدينة عفرين، بتاريخ 8 آب/أغسطس 2022، بعد يوم واحد على اختطافه من قبل مجموعة مسلحة، دون أن تقدم قوى الأمن التابعة للجيش الوطني أو القوات التركية أي تفاصيل حول ملابسات الجريمة حتى الآن. وفقاً للرابطة.
وقالت رابطة “تآزر للضحايا” إنها وثّقت عشرات حالات الاعتقال التعسفي في عفرين، والتي كان هدفها الرئيسي، تهجير الضحايا قسراً.