دمشق- نورث برس
يحاول إسماعيل ديب، وهو طالب في مرحلة التعليم الثانوي (البكالوريا) من سكان حي المزة بمدينة دمشق، جاهداً استغلال ساعات الصباح للدراسة بسبب التقنين الكهربائي الحاد الذي تعيشه العاصمة.
ويبدأ “ديب” بالدراسة مع بدء دخول أشعة الشمس إلى منزله ويستمر حتى الساعة الرابعة عصراً، يتخلل تلك الفترة استراحة قصيرة.
وأمس الاثنين، قال إداري في وزارة الكهرباء التابعة للحكومة السورية، إن “التحسن الطفيف في توريدات مادة الفيول خلال الأيام الأخيرة لن يحدث أثراً ملحوظاً في تحسن الطاقة الكهربائية”.
وأرجع المسؤول الحكومي، في تصريحه لصحيفة “الوطن” شبه الرسمية، ذلك إلى “ارتفاع الطلب على الكهرباء خلال الشتاء وأن معظم مجموعات التوليد تعتمد على مادة الغاز لتوليد الطاقة الكهربائية”.
وتشهد مناطق سيطرة الحكومة السورية ومنذ أكثر من شهرين أزمة اقتصادية شديدة تمثلت في انهيار الليرة السورية وفقدانٍ للمحروقات ما أثر بشكل كبير على واقع الطاقة لتتراوح ساعات القطع ما بين 18 – 22 ساعة، وقد تقل أو تزيد من منطقة إلى أخرى.
والحال لا يختلف كثيراً لدى غالية الأمين (30 عاماً) وهي من سكان منطقة دويلعة، حيث تساعد طفلها وهو طالب في مرحلة التعليم الابتدائي على “تنظيم وقت دراسته للامتحان عندما تأتي الكهرباء في فترة الظهيرة”.
وتستغل قدوم الكهرباء في وقت الفجر أيضاً، لتيقظ ابنها لمراجعة الدروس قبل أن يذهب إلى الامتحان.
وتشير في حديث لنورث برس، إلى أن التقنين الكهربائي في منطقتهم “طويل جداً” لذلك تحاول تنظيم دراسة طفلها بحسب التغذية الكهربائية.
فيما تجتهد الطالبة الجامعية شهد المحمد، من طلاب كلية الهندسة المدنية سنة رابعة في جامعة دمشق للبحث عن أماكن هادئة وغير مكلفة تجلس فيها للتحضير لامتحانها الجامعي.
وتقول الطالبة، وهي من سكان حي جرمانا، إن “موادها الجامعية صعبة لهذه السنة وبحاجة لدراسة جيدة في ظل الواقع المزري للكهرباء، تتجاوز ساعات القطع الخمس ساعات مقابل ساعة وصل”.
وتضيف “المحمد”: “في بعض الأيام لا وقت محدد للتقنين الكهربائي وكأنه مرهون بمزاج المسؤول عن الكهرباء”.
وحاولت الطالبة التأقلم مع الوضع الراهن، وسط استمرار بحثها عن حلول تتناسب مع الوضع الراهن وخاصة الكهرباء لتستطيع إنهاء دراستها الجامعية.
ويدرس منير الخليل، وهو طالب في كلية الفلسفة بجامعة دمشق، على ضوء شاحن كهربائي صغير أو (الليدات)، ويلجأ إلى استخدام الشموع عندما تضعف البطارية، متحدياً واقع التقنين الكهربائي الحاد في سبيل تحصيله الجامعي.
ولا يستطيع “الخليل” الاستفادة من ضوء الشمس صباحاً “كوني أعمل في محل لبيع الألبسة لمساعدة عائلتي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وتأمين تكاليف دراستي”.