مع استمرار إغلاق معبر اليعربية تتواصل معاناة نازحين في مخيم غربي الحسكة

الحسكة – نورث برس

تجلس النازحة ترفة محمد بكر (53 عاماً) برفقة أحفادها أمام خيمتها في إحدى قطاعات مخيم واشوكاني، بالقرب من بلدة التوينة نحو 13 كم إلى الغرب من مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، لتتدفأ على أشعة الشمس.

وتعتمد “بكر” النازحة من قرية أم الخير بريف سري كانيه/ رأس العين، على ما يقدم لها من مساعدات ضمن المخيم، في ظل افتقارها للمعيل وأي مورد للعيش.

وساء حال “بكر” بعد تعرض زوجها عبود السالم (61 عاماً) لإصابة بليغة في كتفه ويده اليمنى نتيجة سقوط قذائف على قريتهم، أطلقها مسلحون موالون لتركيا خلال هجومهم على مدينتي سري كانيه وتل أبيض منتصف تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019.

مساعدات قليلة

وتشتكي “بكر” من قلة المساعدات المقدمة لهم في ظل الأوضاع المعيشية المزرية شأنها في ذلك شأن الآلاف من النازحين الموزعين في مخيمات النزوح بمناطق شمال شرقي سوريا.

وتحوي مدينة الحسكة وريفها عشرات الآلاف من نازحي سري كانيه، بالإضافة لنحو 32 ألف نازح في مخيمي سري كانيه وواشوكاني، ونحو20 ألف شخص في مراكز الإيواء بمدارس الحسكة وريفها، بحسب رصد لشبكة مراسلي نورث برس.

وتتألف عائلة النازحة الخمسينية من 7 أفراد، “أحصل على 3 حصص غذائية كل شهرين (حسب خطة التوزيع) لا يكفيني ما أحصل عليه سوى 20 يوماً”، “كما تنعدم مأكولات الفطور من السلة الغذائية”.

وراحت تسرد معاناتها بالقول لنورث برس: “أطفالنا يحتاجون للكثير من المواد التي لا نستطيع شراءها لهم، ليست لدي القدرة على الشراء والمواد الغذائية التي نستلمها لا تكفينا”.

كما لم تغفل “بكر” خلال سردها لنورث برس، عن “اهتراء أغطيتهم التي استلموها منذ وصولهم للمخيم قبل نحو ثلاث سنوات ونصف ولا تزال هي ذاتها”.

وتضيف أن “مخصصاتنا من مادة مازوت التدفئة 4 ليترات في اليوم الواحد، وهي لا تكفينا؛ لا بد أن تكون بكميات أكبر بنحو 8 ليترات يومياً لكي يتدفأ أطفالنا الصغار”.

ويتحدث نازحون في مخيم واشوكاني عن معاناتهم المتواصلة دون أن يدرك البعض منهم أن إغلاق معبر اليعربية، الذي يعد شريان الحياة الوحيد لآلاف النازحين في المنطقة، هو السبب في تفاقم أوضاعهم.

ولم يتمالك طارق علاوي (39 عاماً) وهو نازح من قرية العريشة بريف سري كانيه، مشاعره ليجهش بالبكاء، أثناء حديثه عن أوضاعه وتذكره منزله الذي نزح منه منتصف تشرين الأول/ أكتوبر 2019.

ويقول “علاوي” والدمعة في عينيه: “نزحنا من منازلنا أثناء المعركة ونزحنا إلى مخيمات اللجوء في الحسكة”.

ويشير إلى معاناة “حقيقية” يعيشها معظم النازحين مع ارتفاع تكاليف المعيشة وقلة المساعدات المقدمة لهم، “نحصل على مواد غذائية بكميات محدودة لا تكفي لمعيشة العائلة”.

تأثير استمرار الإغلاق

من جانبه أكد برزان عبدالله الرئيس المشارك لإدارة مخيم واشوكاني على مدى تأثير استمرار إغلاق معبر اليعربية على المساعدات المقدمة للنازحين.

ويضيف “عبد الله” لنورث برس أن معبر اليعربية مغلق منذ مدة طويلة، “لذلك فإن المساعدات التي يتم إرسالها عن طريق مناطق النظام السوري يتم الاستيلاء على غالبيتها، وما يتم وصولها لمناطقنا قليلة جداً”.

ويشير إلى أن لإغلاق المعبر “تأثير كبير على النازحين  بالمخيمات، وبشكل خاص في مخيم واشوكاني الذي يحوي 16400 نازح, حيث يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة للغاية”.

ويشدد “عبدالله” على ضرورة إعادة فتح معبر اليعربية، “الذي يعد شريان الحياة لآلاف النازحين”.

إعداد: جيندار عبدالقادر – تحرير: فنصة تمو