الرقة – نورث برس
يحز في نفس عدنان بلوغ ابنه سن الثانية عشر دون أن يتلقى تعليماً، وهو المشكلة التي يواجهها غالبية النازحين في المخيمات العشوائية حيث لا مدارس، إذ تتعدد أسباب غياب التعليم والأمية مصير يواجههم.
عدنان محمد (40عاماً) وهو من دير الزور ويقطن مخيم الحتاش العشوائي نحو 35 كم شمالي الرقة، شمالي سوريا، يقول إنه يرغب بتعليم أبنائه القراءة والكتابة لكن مشكلة عدم توفر المدارس في المخيمات وانعدام فرصة تسجيل ابنه في مدارس القرى المجاورة حال دون ذلك.
ويواجه الأطفال في المخيمات العشوائية في الرقة خطر الأمية، في ظل عدم توفر المدارس وعدم قدرة أهاليهم على تسجيلهم بسبب عقبة الأوراق الثبوتية.
يقول “محمد”، إن منظمة افتتحت مشروعاً تعليمياً في المخيم وكان “بادرة جيدة” منها، استطاع تسجيل أبنائه الخمسة، لكنهم قبلوا واحداً منهم فقط، إلا أنها لم تستمر طويلاً لأن المشروع توقف بعد ثلاثة أشهر.

ويضيف، أن مسألة التعليم للأطفال في المخيمات ضرورية، ويجب الانتباه لها، في ظل فقدان الكثير من العوائل الأوراق الثبوتية، “من حق أطفال المخيم أن يتلقوا التعليم حتى لا يسود الجهل بينهم، احنا راحت علينا وما تعلمنا. زاد أولادنا تروح عليهم؟”.
ويطالب الرجل، بضرورة افتتاح مدارس خاصة في المخيمات، لضمان عدم حدوث خلافات بين أطفال النازحين وسكان القرى.
ويشتكي نازحون في المخيمات العشوائية في الرقة، من إهمال التعليم، وعدم تخصيص مدارس لأطفالهم، في ظل الظروف التي تمنعهم من إرسال أبنائهم إلى المدارس القريبة.
وحالت مسألة الأوراق الثبوتية والإجراءات الروتينية، دون التحاق إخوة عبد الله الفرج (22عاماً) وهو نازح في مخيم اليوناني نحو 1 كم جنوبي الرقة على الضفة اليمنى للفرات، بالمدارس.
وعندما حاول الشاب تسجيل إخوته في مدارس قرية الكسرات القريبة من المخيم، طُلب منه بطاقة وافد، حينها أحضر الشاب جميع الأوراق، لكنه لم يوفق بتسجيلهم.
يقول “الفرج”، إن منظمة كانت تهتم بالتعليم في المخيم وافتتحت ما يشبه المدرسة “روضة”، لكن العاملين فيها لم يُقدموا أي شيء للأطفال “تجينا ساعتين ويروحون”.
ويتمنى الشاب، أن تُفتتح مدرسة في مخيم، “لو يبنون صيوان، ويداومون الأطفال ثلاث ساعات أو أربع، كلنا نتمنى أطفالنا يدرسون”.
ومن مخيم عشوائي آخر يتشارك إبراهيم الحسن (65عاماً) مع سابقه بذات الأُمنية، ويدفع لذلك ضرورة متابعة التعليم للأطفال، بعد أن أنشأت إحدى المنظمات مركزاً تعليماً لمدة 6 أشهر ثم غادرت المخيم.
يسكن الرجل، في مخيم الحكومية نحو 30 كم شمالي الرقة، “لا يجوز أن يبقى الطفل الذي يكون في مرحلة النشوء أُمياً لا يعلم شيئاً”.
ويرى ضرورة إنشاء مدرسة في مخيمهم، لمواصلة الأطفال تعليمهم، ويتشارك في ذلك مع جميع النازحين في مخيم الحكومية العشوائي.
وبحسب “الحسن”، أن نحو 800 طفل في المخيم بحاجة إلى تعليم، وأبدى الرجل جاهزيته للتبرع بإنشاء مدرسة في المخيم.
وحول موضوع التعليم في المخيمات وعدد الأطفال في سن التعليم تواصلت نورث برس، مع لجنة التربية والتعليم ومكتب شؤون المخيمات في مجلس الرقة المدني، إلا أنها لم تحصل على معلومات نتيجة تقاذف المسؤولين المسؤولية فيما بينهم.