مخيمات منبج العشوائية.. برد وشح بالمساعدات وتخوف من استمرار إغلاق معبر اليعربية
منبج – نورث برس
باتت ستة، تخاف من هطول الأمطار، وتسبب لها الغيوم المتلبدة بعضاً من الخوف، نتيجة ظروف الشتاء القاسية وخيمتها التي لا تقي عائلتها مياه الأمطار.
تقطن ستة العلي (52عاماً)، وهي ربة أسرة مؤلفه من 7 أشخاص، ونازحة من حلب، في مخيم الأسدية العشوائية جنوب مدينة منبج، شمالي سوريا.
تقول المرأة، إنها تسكن في خيمة مهترئة، وتعاني وعائلتها من البرد القارس، بسبب انعدام وسائل التدفئة من محروقات وحتى الحطب، ولا قدرة لديها على شراء المازوت من السوق السوداء.
ويشتكي نازحون في مخيّماتٍ بمنبج، من قلة الدّعم المُقدّم لهم من المنظّمات الإنسانية العاملة بالمنطقة في ظلّ استمرار إغلاق معبر اليعربية (تل كوجر)، وتأثيره على كمية المساعدات التي تصلهم على فتراتٍ مُتقطّعة.
وتفتقد خيمة “العلي” للعوازل، وتقول إنه لا قدرة لديها على شراء العوازل حيث يصل سعرها إلى نحو 100 ألف ليرة، وسط صعوبات اقتصادية يعاني منها النازحون في المخيمات.
وتشير “العلي”، أن مياه الأمطار تدخل إليهم من جميع جوانب الخيمة، لذلك يضطرون لقضاء ليلهم دون نوم.
ويجمع النازحون في المخيمات العشوائية منها والنظامية البلاستيك وأكياس النايلون والأحذية للتدفئة، وتطالب “العلي” بتوفير وسائل التدفئة جميعها من مازوت وأغطية وعوازل الخيم ومدافئ.
وتشتكي من قلة الدعم المقدم لهم من المنظمات الإنسانية، “لا تقوم بواجبها تجاه النازحين، لا سيما في فصل الشتاء واشتداد البرد”، حيث حل عليهم دون استعداد وهم يفتقدون لكل وسائل مواجهته.

وفي حزيران/ يونيو من العام الماضي (2022)، دعت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، لضرورة تحمّل الأمم المتحدة مسؤولياتها تجاه آلاف النازحين والمهجرين واللّاجئين المتوزعين على عشرات المخيمات في مناطقها وتقديم الدعم لهم.
وستنتهي بعد أيام، مدة سريان مفعول التفويض الأممي لإدخال مساعدات إلى سوريا، الذي تم تمديده لآخر مرة لفترة ستة أشهر الصيف الفائت، ولكن فقط عبر معبر باب الهوى.
ومن المقرر أن يجلس مجلس الأمن يوم الاثنين المقبل، من أجل تمديد الإجراء، أي قبل يوم من انتهاء صلاحية التمديد الحالي.
لكن قرار التمديد يحتاج إلى تسعة أصوات لصالحه مع عدم استخدام روسيا أو الصين أو بريطانيا أو فرنسا أو الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو).
ويبلغ عدد النازحين في المخيّمات العشوائية ضمن مدينة منبج وريفها 1954 عائلة بعدد (9786) شخص، بينما بلغ عدد النازحين في المخيّمات النظامية 1012 عائلة بعدد (5190) شخص، معظمهم من منطقتي مسكنة ودير حافر في ريف حلب الشرقي، بحسب لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل في منبج.
ولأن حميدة الحمود (33عاماً)، وهي نازحة من دير حافر، تقطن بذات المخيم، لا يختلف حالها عن حال سابقتها، إذ لا عوازل ولا تدفئة، وتعاني من ظروف صعبة، في ظل شتاء قاسٍ يمر عليهم.
وتقول، إن الجو بارد ويتغلغل في قلوبهم وقلوب أولادهم، ولم يقدم لهم شيء من قبل المنظمات، منذ ما يقارب الشهر بالنسبة للمواد الغذائية وبالنسبة للحصص الشتوية لم يأتهم شيء، وأوضاعهم “تعيسة ومأساوية للغاية”.
وتضيف لنورث برس، إن استمرار الوضع بهذا السوء وتناقص درجات الحرارة سيؤدي إلى موت أطفالهم برداً، لذا تُطالب بالإسراع بمد يد المساعدة لهم.
وتعاني هذه المخيمات أوضاعاً “مأساوية”، نتيجة تقاعس المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة في تقديم الدعم الإنساني والإغاثي، وفاقم ذلك انسحاب منظمات إنسانية، بحسب مسؤولين في الإدارة الذاتية.
وعلى ضوء استمرار إغلاق المعابر الإنسانية وعلى رأسها معبر اليعربية، تناقصت كمية المساعدات الإنسانية التي تصل مناطق شمال شرقي سوريا، حيث يتمُّ تقديم المساعدات بحسب كمية الدّعم المقدّم، بحسب منظّمات إنسانية عاملة في منبج.
وقبل أكثر من عامين، أُغلق معبر اليعربية، الذي يقع على الحدود السورية العراقية، بعد استخدام موسكو وبكين حق النقض “الفيتو”، في مجلس الأمن الدولي لإغلاق المعبر أمام مرور مساعدات الأمم المتحدة.
ويتخوف سكان المخيمات من استمرار إغلاق معبر اليعربية، ما يؤثر على أوضاعهم داخل المخيمات في ظل صعوبات اقتصادية يواجهونها.
وأمام هذا الحال، قالت لين حمام الرئيسة المشاركة في إدارة المخيمات، “يوجد في مدينة منبج (1954) عائلة تقطن في المخيمات العشوائية موزعين في المدينة والريف”.
وأضافت لنورث برس، “منذ قرابة العامين لم يتم توزيع حصص شتوية في المخيمات العشوائية، من اسفنج وعوزال وتعويض تدفئة ومدافئ”.
وأشارت “حمام”، إلى أنهم على تواصل مستمر مع المنظمات الإنسانية العاملة في منبج، وطالبوا مرات عديدة بتقديم الدعم ولكن دون استجابة من المنظمات، حسب قولها.
وناشدت، المنظمات الإنسانية لدعم مخيمات اللاجئين في منبج، “لأن الوضع الإنساني داخل المخيمات سيء للغاية ويحتاج لدعم”.