عمال المياومة في كوباني.. أجرهم اليومي لا يشتري أبسط احتياجاته اليومية

كوباني – نورث برس

يقطع إسماعيل، يومياً عشرات الكيلومترات للذهاب إلى عمله، حيث يسكن الشاب بريف كوباني في حين يعمل بالمدينة.

يقول إسماعيل منان (19عاماً) من سكان قرية سفتك 16 كم غربي كوباني، إنه اضطر لقطع كل تلك المسافة لأجل العمل وإعالة أسرته التي وجد نفسه مجبراً على إعالتهم، منذ عامين بعد وفاة والده.

ويعاني أصحاب الدخل المحدود من ذوي المهن الحرة في كوباني، من تدهور في أوضاعهم المعيشية نتيجة انخفاض صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية.

ورغم أن “منان” يتقاضى 70 ألف ليرة أسبوعياً، إلا أن الشاب مضطر لمتابعة عمله، حيث لا بديل لديه.

ويضيف، أن الراتب الذي يتقاضاه لا يكفي عائلته، ويتساءل الشاب: “كيف الحال إذا كان لدي مريض، لا سيما في ظل ربط الأسعار بالدولار الأميركي”.

وخلال الفترة الماضية، انهارت الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية، ووصلت إلى أرقام قياسية حيث بلغت 7100 ليرة للدولار الأميركي الواحد، لتعاود التحسن نهاية الأسبوع الماضي، بفارق ألف ليرة تقريباً.

ما يجعل “منان”، يرضى بأجره الأسبوعي القليل، لعدم توفر فرص العمل، في ظل استمرار القصف التركي على كوباني وريفها، والتي أدت لهجرة الكثير من أصحاب المهن.

وأمام قلة دخله، يجد الشاب صعوبة بتأمين حاجياته، من مواد غذائية وغيرها، خاصة أن غالبية التجارة، يبيعون سلعهم وفق صرف الدولار الأميركي، في حين يتقاضى “منان”، ونظرائه أجرهم بالليرة السورية.

وارتفعت أسعار المواد الغذائية في كوباني بالآونة الأخيرة، تزامناً مع ارتفاع سعر صرف العملات الأجنبية مقابل انخفاض الليرة السورية، كما ارتفعت أجور المعاينة الطبية والأدوية بشكل عام.

كذلك يشتكي خليل مسلم (45عاماً)، من تعامل الباعة معه بالدولار بينما يكون أجره بالليرة السورية، في وقت تشهد فيه المدينة ارتفاعاً في الأسعار وتراجعاً عاماً في العمل.

ويعمل “مسلم”، في أعمال البناء وتأثر كما كثيرين غيره بشلل الحركة العمرانية في المدينة، ويتقاضى أجرة يومية تصل إلى 20 ألف ليرة في حال توفر عمل له.

وفي الشتاء تتوقف الحركة العمرانية، وبالتالي تتراجع عدد الأيام التي يعمل بها عمال البناء في المدينة بشكل عام، لذا غالبيتهم لا يعمل أكثر من عشرة أيام خلال الشهر الواحد.

بينما يقول مروان عنزي (36عاماً) وهو من سكان كوباني، إن أجرته اليومية لا تشتري ليتراً من الزيت، حيث يتقاضى الرجل 15 ألف ليرة سورية، لذا بات يتجاهل كثيراً من حاجياته ليتدبر مصروفه.

ويضطر لذلك نتيجة قلة العمل وتدني الأجور، مقابل ارتفاع كبير في الأسعار، ويتشابه في الحال مع كثير من سكان كوباني ممن فقدوا قدرتهم الشرائية نتيجة التضخم الكبير الذي ضرب الاقتصاد السوري.

إعداد: سامر عثمان – تحرير: أحمد عثمان