مع حلول عام 2023.. الأسعار تتضاعف في مناطق الحكومة والقدرة الشرائية للسوري ثابتة

دمشق ـ نورث برس

يشكو الأربعيني فرس قلا من سكان منطقة المزة بدمشق, تضاعف الأسعار بشكل كبير منذ إعلان عطلة رأس السنة والميلاد.

الرجل الذي يعمل في إحدى الدوائر الحكومية, ينتظر “الحلول الواقعية وليست الخيالية”، حسب تعبيره، لإيجاد حل جذري لمسألة تضاعف الأسعار بين ليلة وضحاها وضعف القوة الشرائية للسكان.

يقول الرجل لنورث برس، إنه منذ شهر اشترى علبة المحارم بسعر 7500 ليرة سورية, ليتفاجأ منذ يومين أن سعرها أصبح 10 آلاف ليرة سورية.

ويشير “قلا” إلى أن المحارم ستصبح من “الكماليات” إذا استمر ارتفاعها على هذا النحو.

وتشهد مناطق سيطرة الحكومة السورية أزمات عديدة أهمها انهيار قيمة الليرة السورية إضافة إلى أزمة المحروقات كبيرة وغيرها.

وتكفي جولة صغيرة في أسواق دمشق، لملاحظة الفروق في الأسعار قبل أسبوع من الآن, فسعر كيلو الأرز حبة قصيرة الذي كان بـ6 آلاف ليرة سورية, اليوم بـ8 آلاف، والنوع الجيد بـ10 آلاف ليرة, أما الحبة الطويلة فسعره يبدأ من 16 ألف ليرة سورية.

وبلغ  سعر الموز قبل أسبوع 6000 ليرة سورية, بينما اليوم 9500 ليرة, والبندورة سعرها 2500، بينما كانت 1500, العدس الأحمر بـ9000، بينما كان بـ7500, والسكر وصل إلى 8 آلاف ليرة إذا وجد في الأسواق, وشرحات الدجاج تتراوح بين 25- 27 ألف ليرة, وسعر كيلو اللحم 50 ألفاً، والزيت وصل سعره 19 ألف ليرة بينما كان 15 ألف ليرة سورية.

وتشير السيدة الأربعينية نهلا الحمصي، من سكان منطقة صحنايا وهي موظفة حكومية إلى أن الأسعار منذ بداية السنة الجديدة “ارتفعت بمقدار ألفين وثلاثة آلاف ليرة بأقل تقدير”.

وتقول: “ونحن نعلم أن المادة التي يرتفع سعرها من المستحيل أن ينخفض مجدداً, الراتب ثابت والأسعار تتضاعف أكثر وأكثر”.

وأصبحت اللحوم، بحسب السيدة، “حلماً” لأن أسعارها “خيالية وتعادل نصف رواتبنا وحتى الحشائش الشتوية من سبانخ وسلق أصبحت مكلفة”.

ويعرب أبو وليد، كما عرف عن نفسه، وهو صاحب بسطة لبيع الخضروات في سوق الخضار بدمشق، عن عدم رضاه عن الأسعار التي يقوم ببيعها.

ويقول لنورث برس: “لا أستطيع تغير الواقع, فالمحروقات التي ارتفعت أسعارها ووصول الدولار إلى سقف الـ7500 ليرة سورية قبل ليلة رأس السنة هو ما جعل الأسعار تتضاعف”.

ومع نهاية العام الماضي، فقدت الليرة السورية قيمتها بنسبة 100% تقريباً، ووصل سعر صرف الليرة السورية إلى حولي 7.000 ليرة مقابل الدولار الأميركي الواحد.

وخلال الشهر الأخير من عام 2022، شهدت مناطق سيطرة الحكومة السورية أزمة حادة في الوقود، وأسفرت عن توقف كثير من الفعاليات والصناعات والأعمال، وسط فشل الحكومة في تأمينها.

ويشير البائع إلى أن حركة السوق “سيئة”، فالسكان يمتنعون عن شراء الخضروات أو الفواكه “الغالية”. ويضيف: “زمن شراء المواطن السوري بالكيلو غرام ولى, والناس اليوم تكتفي بشراء ما تحتاجه فقط”.

وتوقع الخبير وأستاذ الاقتصاد في جامعة دمشق، عابد فضلية، لصحيفة “تشرين” شبه الرسمية، نهاية الشهر الماضي، أن تستمر الأزمة الاقتصادية التي تمر بها سوريا لحوالي عقد من الزمن.

إعداد: مرام المحمد ـ تحرير: قيس العبدالله