أعدمته المعارضة التابعة لتركيا بمسقط رأسه في رأس العين ويتّمت أطفاله ..ووالدته تطالب بمحاكمة القتلة

القامشلي – عبد الحليم سليمان – NPA

طالبت والدة ريزان جولو، المدني الذي أعدمته فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا، بمحاكمة قاتلي ابنها، الذين قتلوه رمياً بالرصاص أثناء عودته إلى مدينة رأس العين / سري كانيه.

وقالت السيدة شاري مصطفى سيدو لـ"نورث برس" أنها تعرفت على قاتل ابنها بعد اتصالات معه، وعبر إرسال مقاطع صوتية وصور له.

وأضافت سيدو أنها تطالب بمحاكمة قتلة ابنها من فصائل المعارضة التابعة لتركيا والتي قتلته "دون سبب".

ريزان جولو، المدني من مدينة رأس العين / سري كانيه، أعدم على أيدي الفصائل المدعومة من تركيا في الـ 15 من تشرين الأول / أكتوبر الماضي، عند مدخل مدينة سري كانيه، أثناء محاولة عودته مع ثلاثة مدنيين آخرين مصطفى سينو ورشو محمود وعبدالرزاق حسو.

المدنيين الذين كانوا برفقته جرى إعدام اثنين منهم، فيما تمكن عبد الرزاق حسو من الفرار رغم جراحه.

وتتابع شاري حديثها بقول "هذا هو ابني الملقى على الظهر، يرتدي بنطالاً كحلياً وقميصاً أبيضاً." مشيرة إلى صورة على هاتف في يدها.

وتابعت بهدوء "استيقظ ابني ريزان في الصباح الباكر، ورأى أن أطفاله بحاجة للملابس ومن دون مأوى، أخبر زوجته وقال لي سأذهب لجلب بعض حاجاتي وبطاقتي الشخصية التي تركتها في المنزل."

"لقد خرجوا من دون أي اغراض عندما قصفت الطائرة قرب المنطقة الصناعية وقرية مشرافة."، تصف أم ريزان المشهد الأخير من خروجها هاربة من المدينة التي هاجمتها تركيا بغتة.

ثم تشدد على أنها حاولت, بغريزة الأم, منع ابنها من الذهاب إلى المدينة، وتستدرك قائلة، "رفض ذلك وقال سأراقب الوضع وإذا وجدت الطريق سالكاً سأذهب برفقة أناس من المدينة."

وأضافت الأم بأنها كررت طلبها منه مرات عدة، بألا يذهب، لكنه خرج برفقة زوجته إلى حديقة المنزل وأعطاها /1500/ ليرة وبقى معه /1500/ ليرة أخرى قال "ربما يلزمني كأجرة طريق."

وأكملت والدة ريزان بأنه عندما وصل إلى قرية المشرافة المطلة على رأس العين، اتصلت به زوجته ولمعرفة أنه وصل إلى المدينة، قال "نعم أنا ورشو وابن اخ عبد الرزاق مصطفى سينو"، وبعد ربع ساعة تقريباً من تلك المكالمة اتصلت زوجته مرة أخرى، ليرد عليها متحدث بالعربية قال لها "من هو ريزان ،ريزان مات ذبحناه!، ثم اقفل الهاتف".

لم تصدق زوجته قائلة: "ربما ريزان يمازحني بإعطاء الهاتف لشخص آخر، ثم اتصلت زوجته برقمه، وناولت الهاتف لجارنا  الذي كان واقفاً قربنا، فرد عليه شخص يتحدث بالعربية وقال "لماذا تسألون عن هذا الشخص لقد ذبحناه (قتلناه)."

انهارت زوجته و- على حد وصف الأم- وبدأت تلطم نفسها، قالت "إما اعتقلوه أو قتلوه وبدأت تهذي وحاولت تهدئتها."

وأكملت حديثها، قائلة "في اليوم التالي وردها اتصال من هاتفه وقال شخص هل أنت زوجة ريزان؟! عرفنا ذلك من هاتف زوجك، وردد هذه الكلمات "يا أختاه اعذرينا لقد قتلناه بالخطأ،" أجابتهم وهي تبكي "لمَ قتلتموه كان يمكنكم إيقاف السيارة وأسره، لماذا قتلتموه وهو داخل السيارة؟!"

الأم أضافت: "في اليوم التالي أرسلوا لنا صور الآخرين بعد قتلهم وسحبهم من المركبة  وهم مضرجون بالدماء، قالوا لنا "لكي تتيقنوا لقد قتلنا هؤلاء الكفرة"، فقالت له "كيف عرفت ذلك وأنت قتلتهم؟! لا تعرف هويتهم ولا قوميتهم ولم تستمع إليهم، ولم تكن تعلم إن كانوا عسكريين أم مدنيين بعدما قتلتهم تقول أنهم مدنيون؟!".

قالت والدة ريزان للمسلحين من الجيش الوطني التابع لتركيا، "لماذا لم تأسرهم في البداية؟!"

تضيف الأم، بأن كل هذا الحديث جرى عبر ارسال مقاطع صوتية، ثم طلب الصفح منها، ثم "عرض عليها المساعدة في العودة إلى مدينة سري كانيه / رأس العين سواء حتى إن أردنا السفر من هناك إلى تركيا زوجته أو أنا (أي والدته) أو البقاء في المدينة."

وردت عليه زوجة ريزان "أتدري بقينا أنا ووالدته وأطفاله الثلاثة اليتامى من دون سند/ فنحن لا نملك ثمن خبزنا ونحن نسكن بيتاً بالإيجار."

قال القاتل من فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا، "تعالوا إلى المدينة فقد دفناه قرب الجامع وحفرنا له قبراً وصلينا عليه، فردت عليه الزوجة "الصلاة منكم براء فأنتم لا تعرفون الله والصلاة"، قال لقد دفناه مع السائق رشو في  جامع حاج هجر -عند مدخل المدينة من جهة طريق الحسكة، هكذا نقلت أم ريزان الحوار.

وأضافت بأنه أرسل صورته وصورة هاتف و"نحن تعرفنا فوراً على الهاتف الموضوع أمام العسكري، وعرّفنا على نفسه كي نذهب الى المدينة، ونتعرف عليه فوراً، وعرف عن أسمه قائلاً أنه (هيثم من كتيبة السلطان مراد)."

وقالت شاري سيدو أن زوجة ريزان كسرت بطاقة هاتفها قهراً وقررت السفر إلى إقليم كردستان العراق برفقة أطفالها الثلاث، "طلبت منهم البقاء كي لا أبقى وحيدة هنا وبدأ الأطفال بالبكاء، لا أنا أستطيع العيش من دونهم ولا هم يستطيعون كذلك، وأصبح لهم عشرين يوما قد غادروا ولا أدري كيف سأتمكن من اللحاق بهم وأريد أن يساعدني أحد للحاق بهم." هكذا بدأت الأم بالانهيار.

أضافت وقواها لا تزال تخور "لا أستطيع النوم طوال الليل اليوم رأيت أطفال ابني في المنام وهم يحتضنونني ويسألونني: أماه لما لا تأتين إلينا؟!" هم أطفال صغار، اكبرهم  /13/ سنة والآخر /12/ سنة والصغرى /7/ سنوات."

وأكدت أم ريزان مطالبتها بحق ابنها الذي قتل ظلماً من دون أي سبب أو داعي، مضيفة "بعدما قتلوه داخل السيارة يلقوا بهم أرضاً، ويدهسونهم بأقدامهم، يخرجون علبة سجائر من جيب أحدهم و/1500/ ليرة من جيب ابني، إنهم أتوا من أجل النقود والسرقة فقط."