نازح من تل أبيض يؤكد نهب فصائل المعارضة لمنازلهم: أمريكا لم تحرك ساكناً
الرقة- مصطفى الخليل- NPA
بعد رحلة نزوح شاقة لمرات عدة، مع عائلته المكونة من خمسة أشخاص، حط محمود المحمد البكار (70 عاماً) رحاله بمنزل في حي الأندلس، عند الطرف الشمالي من مدينة الرقة، بعد نزوحه من قرية الكيتكانية غربي تل أبيض/ كري سبي.
بعد إطلاق تركيا عمليتها العسكرية ضد مناطق شمال وشرقي سوريا، نزح العديد من سكان المنطقة من منازلهم هرباً من القصف التركي، حيث لجأ البعض منهم إلى الرقة والحسكة وغيرها من المناطق الأخرى البعيدة عن مسرح العمليات العسكرية.
البعض من النازحين الذين لجأوا إلى مدينة الرقة، استأجروا منازلاً للإقامة بها، والبعض منهم أقام عند أصدقائه أو أقاربه، أملاً بانتهاء الحرب والعودة إلى منزله، فيما يرى البعض منهم أن هذه الحرب مستمرة وأنه ما من عودة قريبة، لذلك فضَّل شراء منزلٍ ليقيم به، بعيداً عن أجواء الحرب.
يشير محمود البكار، لـ"نورث برس"، إلى أنهم نزحوا من قرية الكيتكانية غربي تل أبيض/ كري سبي إلى مدينة الرقة، ومن ثم إلى قرية حزيمة/21/ كم شمالي الرقة، ليستقروا في النهاية بمزرعة تشرين شمالي الرقة /34/ كم، ومن ثم عمد لشراء منزل يأوي عائلته به.
ويضيف البكار قائلاً "لم تمر علينا سنة كهذه"، في إشارة منه إلى هجمات القوات التركية وفصائل المعارضة التابعة لها على المنطقة.
ويؤكد البكار في معرض حديثه، أن "الجيش الحر سرقوا بيوتنا وأرزاقنا من قمح وشعير، وقاموا بزرع الألغام المتفجرة ببيوت القرية حتى لا نعود إليها، كي ينهبوها".
كذلك يتحدث الرجل السبعيني عن تقلب الأوضاع السياسية والعسكرية في منطقة شمال شرقي سوريا، قائلاً : "لا نرضى أن تحكمنا تركيا وفصائل المعارضة التابعة لها، وأمريكا وتنظيم الدولة الإسلامية"، واصفاً إياها بـ"الأجنبية"، ليضيف قائلاً "كيف يحكمنا أجنبي؟!".
ويضيف البكار "ماذا فعلت الدولة الإسلامية غير الدمار في المنطقة"، ليلفت إلى أن أمريكا "غير صادقة، وأنها لن تكون صادقة أبداً"، على حد تعبيره.
ويقول البكار بنبرة تعبر عن العجز "آه يا أمريكا"، مشيراً إلى أن القوات الأمريكية كانت شاهدة على الانتهاكات التركية بحق المدنيين في شمال وشرقي سوريا، ولم تحرك ساكناً، قائلاً "الأمريكيون كانوا ينظرون إلينا كيف نُقتل ولا يحركون ساكناً".
ويعود الرجل السبعيني بذاكرته التي احتفظت بالآلاف من الصور والأحداث من قريته الكيتكانية، قائلاً "الكيتكانية قرية سكانها من العرب والكرد والأرمن، نحن إخوة في القرية ولا نعادي أحداً".
ويتابع "يريد أردوغان أن يفرق ما بين الكردي والعربي، وهذا ما لا نرضى به ولا يمكن أن نقبله، فجميعنا أخوة، وتربطنا بالكثير من الكرد علاقات مصاهرة وزيجات".
وينهي البكار حديثه قائلاً "أتكلم اللغة الكردية أكثر من الأكراد أنفسهم"، في إشارة منه إلى العلاقات الوطيدة ما بين سكان قرية الكيتكانية.