موسم زراعة الخضروات الشتوية في ريف الحسكة يغيب عنه الدعم

ريف الحسكة ـ نورث برس

بدأ إسماعيل العويد (27 عاماً)، وهو مزارع في ريف ناحية العريشة جنوبي الحسكة،  بزراعة بذور الخضروات الشتوية، وسط ازدياد التكاليف المادية اللازمة وغياب الدعم الكامل.

وزرع العشريني ما يقارب 25 دونماً من بذار الخضروات عبر البيوت البلاستيكية، لوقايتها من الصقيع ولتوفير بيئة دافئة حتى تنمو.

وتكبد المزارع تكاليف عالية تصل إلى أكثر من ثمانية آلاف دولار أميركي، إذ توجه إلى السوق السوداء لشراء جميع مستلزمات الزراعة، لعدم تلقيه أي دعم من لجنة الزراعة في منطقته.

ويقول “العويد”، لنورث برس، إنه قام بزراعة الخضروات من البندورة والخيار، داخل البيوت البلاستيكية.

وفي بداية كانون الأول / ديسمبر، يبدأ مزارعو الخضروات الشتوية في زراعة أراضيهم بكافة أنواع الخضروات عبر البيوت البلاستيكية.

ويشرح المزارع آلية زراعة البذور والجهد الذي يتحملونه حتى تصير الخضراوات جاهزة للبيع في الأسواق.

ويقول: في المرحلة الأولى يتم زراعة البذور في قوالب مخصصة للغرس، ومن ثم وضعها داخل البيوت البلاستيكية، عبر توفير بيئة مناسبة من الدفء، حتى يكون النمو صحيحاً وللحصول على شتلات.

وبعد نمو البذور بمدة لا تتجاوز الشهر، يتم الانتقال للمرحلة الثانية وهي نقل الشتل من البيوت البلاستيكية ليتم زراعتها في الأرض عبر أنفاق مغطاة، تجنباً لتعرضها لأي موجة صقيع، ويتم ريها بالتنقيط.

ويشير “العويد” إلى أن “تكاليف الزراعة باهظة بدءاً من التجهيز وانتهاء بالإنتاج. المحاصيل تحتاج لسقاية وسماد لكن كل شيء أصبح بالدولار والدعم معدوم”.

ويواجه مزارعو الخضروات صعوبات كثيرة منها ارتفاع أسعار المواد اللازمة للزراعة، بحيث يقومون بشراء سعر بكرة النايلون التي يجري تغطية البذور النابتة بها  والبالغ طولها 50 متراً بسعر 150 دولاراً أميركياً، وسعر الأسمدة من نوع متوازن 105 دولار، بوزن 25 كيلو غرام، ووصل سعر كيس المبيدات الحشرية إلى 50 دولاراً، بالإضافة إلى شراء مادة المازوت بسعر يتجاوز 2500 ليرة سورية لليتر الواحد.

ويشارك المزارع حسن العويد (27 عاماً)، من ريف العريشة، سابقه في المعاناة، إذ يخشى أن يتكبد خسائر كبيرة في ظل ارتفاع تكاليف الزراعة من التجهيز وحتى الإنتاج، خاصة مع عدم تلقيه أي دعم ليستمر في هذه المشاريع.

ويملك الشاب، عشرين دونماً مزروعة بالخضروات، ويحمل مؤسسات الزراعة في الإدارة الذاتية والمنظمات العاملة في المنطقة، مسؤولية التحرك لدعمهم بالأسمدة والبذور وغيرها من مستلزمات هذه الزراعة، خاصة بعد ارتفاع الأسعار.

ومنذ ما يقارب الأربع سنوات، بدأ العديد من المزارعين بتجربة زراعة الخضروات الشتوية في ريف قرية غانا جنوب الحسكة.

ولم يحصل المزارعون على أي دعم من لجنة الزراعة أو المنظمات العاملة في المنطقة لتحسين وزيادة الإنتاج وتسويقه بأسعار مناسبة إلى الأسواق.

ويعتمد غالبية السكان في ريف الحسكة الجنوبي على زراعة المحاصيل الشتوية كالقمح والشعير، إضافة إلى زراعة الخضراوات بأنواعها كالبندورة والخيار والبامية والكوسا والباذنجان وغيرها لتأمين قوتهم.  

وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالخضراوات الصيفية في ريف ناحية العريشة أكثر من 800 دونم، بحسب مزارعين من المنطقة.

ويشير محمود الجاسم، الرئيس المشارك للجنة الزراعة في ناحية العريشة، إلى أنهم قاموا برفع العديد من الكتب إلى هيئة الزراعة في القامشلي، من أجل تقديم دعم لمزارعي الخضروات في المنطقة، “لكن لم يتم الرد على مطالبنا حتى اللحظة”، يقول لنورث برس.

إعداد: باسم شويخ ـ تحرير: قيس العبدالله