لمواجهة الشتاء.. البطانيات الحل الأنسب لجيوب العائلات السورية اللاجئة بأربيل

أربيل ـ نورث برس

تحاول بيربانغ عثمان، لاجئة سورية في مدينة أربيل، تأمين وسيلة لتدفئة أطفالها الثلاثة، إذ لا حل أمامها سوى الأغطية الصوفية، والبطانيات، لأن أسعار النفط والغاز مرتفعة.

ومع بداية فصل الشتاء اعتمدت “عثمان” التي تعمل في شركة خاصة، على المدفأة الكهربائية، “لكن الكهرباء الحكومية لا تصلنا سوى ساعات قليلة في اليوم، ولا يمكننا تشغيلها على كهرباء المولدة، لأن ذلك سيكلفنا المزيد من المال،  لذلك لم أجد حلاً لحماية أطفالي من البرد سوى البطانيات”، تقول السيدة لنورث برس.

ومنذ بداية فصل الشتاء، تخوض العائلات السورية اللاجئة في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، رحلة مواجهة الأيام الباردة، التي تنخفض فيها درجة الحرارة أحياناً إلى 10 درجات مئوية، بينما ترتفع أسعار المحروقات ووسائل التدفئة، وتختفي المساعدات الأممية.

وتسكن خارج المخيمات، مئات العلائلات السورية اللاجئة، التي تواجه صعوبات المعيشة، وما يرافقها من تأمين إيجار المنزل والتدفئة والطعام الأدوية وغيرها، في ظل تدني فرص العمل وارتفاع سعر الصرف، ما جعلهم يلجأوون إلى البطانيات كحل وحيد لتدفئة عظام أولادهم.

ولا يختلف حال اللاجئ السوري محمد إدريس، الذي يعمل في محل لبيع الحلويات، عن حال “بيربانغ”، فارتفاع أسعار المحروقات دفعه لتغير عادته الشتوية، والاعتماد على الأغطية الصوفية، حيث ارتفع سعر غالون النفط ستة آلاف دينارعن العام الماضي.

يقول “إدريس”: “كنا نشتري غالون النفط بـ 12 ألف دينار، اليوم أصبح سعره 18 ألف دينار، أما الغاز فسعر الإسطوانة الواحدة 12 ألف دينار، تكفي العائلة خمسة أيام، ثم عليك شراء واحدة جديدة. إنه أمر مكلف حقاً”.

وتدفع اللاجئة السورية ياسمين عثمان، شهرياً خمسين ألف دينار عراقي (ما يقارب 45 دولار)، ثمناً لأربع أسطوانات غاز، تستخدمها لتدفئة أطفالها، خلال فصل الشتاء.

تقول “عثمان” لنورث برس: “قررنا أنا وزوجي شراء الغاز واستخدامه للتدفئة، بعد أن اعتمدنا في البداية على الأغطية، لكن المرض ونوبات الزكام رافقت أطفالنا، وأضحينا ندفع للأطباء والأدوية الكثير من المال، كان الغاز هو الحل الوحيد أمامنا”.

وتعيش اللاجئة السورية سوزان محمد، ضغوطاً معيشية مضاعفة، في ظل برد الشتاء وإصابة زوجها بالمرض، ما جعله عاجزاً عن العمل، وأضحى تأمين دفئ الشتاء أمراً غاية في الصعوبة، لذلك لا تجد العائلة حلاًّ سوى المدفأة الكهربائية.

تنتظر العائلة قدوم الكهرباء لتتجمع حول المدفأة الكهربائية، التي لا تعطي من الدفء إلا القليل، تقول “سوزان” لنورث برس: “نتمنى من المنظمات الدولية مساعدتنا، وتأمين القليل من وسائل التدفئة لنا خلال فصل الشتاء”.

ومنذ بداية الحرب في سوريا عام 2011، لجأت عائلات سورية إلى إقليم كردستان، يعيش العديد منها في أحياء شعبية خارج المخيمات، فتتحمل مشقة تأمين فرص العمل، ودفع إيجار المنزل، وتوفير وسائل التدفئة، في ظل غياب المساعدات الإنسانية المنتظمة لهذه العائلات.

وحاولت وكالة أنباء نورث برس، التواصل مع مقر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أربيل، لكن المكتب الخاص بتحديد المساعدات والمنح الشتوية للاجئين مغلق منذ حوالي شهر.

إعداد: سهى كامل ـ تحرير: قيس العبدالله