“غروب”.. طفلة مريضة تزيد أعباء النزوح على والدها في مخيم بالرقة

الرقة – نورث برس

مع اشتداد الظروف المناخية، يحتار مهيدي، كيف يقي طفلته منها، لا سيما مع تخييم الضباب، إذ أن الرجل يسكن مع عائلته في خيمة بمخيم الحكومية شمالي الرقة.

يقول مهيد محمد (47عاماً) وهو نازح من دير الزور ويقطن بمخيم الحكومية نحو 35 كم شمالي الرقة، شمالي سوريا، إن حال طفلته يزداد سوءاً في فصل الشتاء، رغم أنه عرضها على أطباء كثر.

ومنذ عامين، تردى حال الفتاة الصغيرة غروب، والبالغة من العمر 8 سنوات، ليضطر الوالد لعرضها على طبيب أطفال في الرقة، والذي طلب منه أخذها إلى مشافي دمشق.

وتزيد غروب معاناة والدها، في ظل الظروف المعيشية السيئة التي يعانيها غالبية نازحي المخيمات العشوائية في الرقة ويصارعون فيها للبقاء على قيد الحياة، في ظل أزمات إنسانية واقتصادية تعصف بهم.

يقول “محمد”، إن الأطباء في السابق قالوا له إن ابنته تعاني من الربو، ومع بلوغها الثامنة من العمر سيزول، لكن طبيباً في الرقة أخبره أن ابنته تعاني من توسّع قصبي، والعلاج الوحيد لها في دمشق، حيث الأجهزة المتطورة لتشخيص حالتها.

وأمام إلحاح الطبيب بضرورة أخذها إلى دمشق، رضخ الوالد وبالفعل أخذها، هناك، لام الأطباء انتظاره على ابنته كل هذه المدة، تبين معهم أنها تعاني من تلييف في الرئة.

ولأن إصابتها في التلييف بطرفي الرئة، استحال على الأطباء إجراء عملية لها، لذلك نصحوه بإخضاعها للعلاج، والذي ستطول مدته، وقد لا يلاقي نجاحاً لمثل حالتها.

ومنذ عامين يأخذ الرجل طفلته إلى دمشق للعلاج شهرياً، وقد تستغرق مدة سفره إلى هناك الشهر، الأمر الذي يزيد من معاناة الرجل، حيث يتكبد خسائر فادحة في ظل صعوبات اقتصادية يعاني منها.

حاول مراراً عرض وضع ابنته على المنظمات الإنسانية العاملة في الرقة، لكن أي منها لم يتبنَّ علاجها، وطلبوا منه الإقامة في مدينة الرقة بسبب عدم وصول نشاطهم إلى الريف.

ويعاني نازحو المخيمات العشوائية في الرقة والبالغ عددها 58 مخيماً، وتحوي نحو 90 ألف نازح، أوضاعاً إنسانية صعبة نتيجة انسحاب المنظمات الإنسانية من العمل من تلك المنطقة.

وأمام هذا الحال يعجز والد غروب عن استئجار منزل في مدينة الرقة بسبب غلاء إيجارات المنازل وعدم قدرته على العمل، لمداومته على السفر لعلاج ابنته.

كما يعاني وباقي نازحي مخيم الحكومية العشوائي من قلة المحروقات، وهو الأمر الذي يزيد معاناة ابنته، إذا يضطر النازحون لإشعال الحطب والبلاستيك والأحذية للتدفئة.

يروي “محمد” لنورث برس، أنه يعاني نتيجة عدم توفر الكهرباء أيضاً، حيث تحتاج ابنته لجلسات رذاذ في الصباح والمساء.

ويضيف، أن جلسات الرذاذ تحتاج مادة خاصة لا تتواجد في الرقة، ويجلبها من دمشق بسعر 30 ألف ليرة لكل علبة منها، وتكفيها لجلسة واحدة، “حطيت عليها فوق الـ 30 مليون، كل روحة على الشام تكلفني بين 3 و5 ملايين”.

وطلب الرجل مراراً من المنظمات مساعدته في علاج ابنته، لكنهم رفضوا ذلك، “قالوا هاي الأدوية مو متوفرة عندنا وتفوق قدرتنا”.

إعداد: إبراهيم العيسى – تحرير: أحمد عثمان