قرارات الحكومة في الترشيد تراكم القمامة ضمن أحياء حلب
حلب – نورث برس
يستاء يوسف من تراكم النفايات في حيّه، إذ تنبعث منها الروائح الكريهة وتتجمع حولها الكلاب الشاردة والقطط والجرذان وتقوم ببعثرتها.
يوسف الويسي (50 عاماً) من سكان حي المشهد في الجهة الجنوبية بحلب، يقول إن عمال البلدية يقومون بترحيل القمامة من الحاويات كل أربعة أيام ويتركون النفايات المنتشرة حولها، ما يؤدي لتراكمها وانتشارها في الشوارع.
هذا الحال دفع بسكان الحي لترحيل معظم القمامة على نفقتهم الخاصة بعد تراكم كميات كبيرة منها لأيام، بحسب “الويسي”، ولكن ما لبثت أن تراكمت مرة أخرى.

ويحمل الرجل الخمسيني قرار الحكومة الأخير في ترشيد المحروقات وعطلة الموظفين السبب في عدم ترحيل القمامة لعدة أيام متتالية في ظل انتشار مرض الكوليرا والانفلونزا.
ورغم أن عدم ترحيل القمامة بشكل يومي مشكلة تعاني منها أحياء عدة في حلب سابقاً، إلا أن أزمة المحروقات فاقمتها أكثر، وتسببت في تراكم كميات كبيرة منها ضمن أحياء، وباتت تشاهد أكياس النفايات منتشرة بكثرة حول الحاويات الممتلئة، وكذلك على طول بعض الشوارع.
وتعاني مناطق الحكومة السورية من توقف جميع المؤسسات الخدمية منذ مطلع الشهر الماضي، إثر تخفيض الكميات المخصصة من مادتي المازوت والبنزين للسيارات الحكومية بنسبة 30% لكل سيارة وتخفيض عدد الموظفين ضمن القطاعات غير المنتجة، مما شكل شللاً في حركة النقل العام وتراكم القمامة في الطرقات.
ويبدو الوضع في منطقة ضيعة الأنصاري ضمن الأحياء الشرقية بحلب أسوء من سابقه، فهذه المنطقة لا تحوي حاويات، ما يدفع السكان لرمي القمامة على أنقاض الأبنية المدمرة.
تصف آلاء السعيد (35عاماً)، الوضع الخدمي في هذه المنطقة بأنه “منعدم” حيث لا يدخلها عمال البلدية لترحيل القمامة ولا شوارع معبدة.
سكان هذه المنطقة، بحسب قول “السعيد” تقدموا بشكوى إلى قطاع الأنصاري التابع لبلدية مجلس المدينة بحلب حول عدم ترحيل القمامة وتعبيد الطرقات في الحي، “إلا أن الرد يكون: تم تسجيل الشكوى ضمن الديوان وسيتم النظر بها في أقرب فرصة”.
ولم ينكر مصدر مسؤول عن قسم النظافة في قطاع الأنصاري، تفاقم المشكلة، وقال إن قرار ترشيد المحروقات من الحكومة أثر على عمل القطاع في ترحيل القمامة نتيجة قلة الكميات.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه، أن القطاع شبه متوقف بسبب قلة المحروقات “والكميات التي نستلمها لا تكفي العمل ضمن الأحياء التي يعمل بها القطاع لمدة يوم واحد فقط”.
والجمعة الماضي، نقلت صحيفة “البعث” الناطقة باسم حزب البعث بسوريا، عن مصادر خاصة قالت إنها موثوقة “وصول ناقلة نفط خام بحمولة مليون برميل، إلى ميناء بانياس غربي البلاد”.

وقالت إنه “تم الانتهاء من إجراءات الربط والترصيف لبدء عمليات التفريغ باتجاه الخزانات، حيث من المتوقع عودة مصفاة بانياس للإقلاع خلال اليومين القادمين”، في إشارة إلى انفراج في أزمة المحروقات.
ولكن أزمة المحروقات متجددة في المناطق الحكومية، فبين الحين والآخر تزداد لتعود وتختفي شيئاً فشيئاً ثم تعود وتظهر من جديد، وسط فشل الحكومة في كل مرة بالوصول إلى حل جذري لها.
والحال في حي السكري بحلب ليس مغايراً، إذ أن سيارات البلدية ترحل القمامة من الشوارع الرئيسية فقط، أما الفرعية والبعيدة عن الطريق العام تتراكم فيها القمامة لأسبوع أو أكثر، بحسب شهادات سكان من هذا الحي.
يقول أحمد عثمان (35 عاماً)، وهو من سكان حي السكري، إن الإهمال في ترحيل القمامة تسبب بأمراض جلدية وصدرية لبعض الأفراد في الحي.
ويحمل سكان تل الزرازير ضمن حي السكري، مجلس المدينة مسؤولية عدم ترحيل النفايات وتراكمها داخل الحي.
ويشير “عثمان” إلى تعرض أحد الأطفال في الحي لعدة عضات في ساقه ويده من كلاب شاردة كانت تجمعت على القمامة، ما عرض حياته للخطر وكلفت عائلته مبالغ لعلاجه.