الحسكة – نورث برس
تلجأ ليلى برفقة سكان من الحي الذي تقطنه لحرق النفايات كل عدة أيام للتخلص منها، في ظل تأخر ترحيلها من قبل البلدية.
ليلى الجاسم(42 عاماً) من سكان منطقة المقاسم الواقعة جنوب حي غويران بالحسكة، تشكو وقاطنو المنطقة من تراكم النفايات في الشوارع وانبعاث روائح كريهة منها وانعدام شبكة الصرف الصحي.
وينتج عن حرق النفايات تلوث الهواء المحيط ومشاكل صحية للسكان، ولكن “الجاسم” تقول إنه لا يملكون خيار آخر ولا سيما أن حيوانات تتجمع عليها وتبعثرها أثناء تراكمها.
وتضم منطقة المقاسم التي بدأت تتراجع الخدمات فيها منذ نحو عام، نحو 150 منزلاً وتقع بمحيط سجن الصناعة الذي يضم الآلاف من معتقلي تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
ويعتمد سكان هذه المنطقة على حفر جور فنية كبديل عن شبكة الصرف الصحي، ولكن تنبعث منها هي الأخرى الروائح الكريهة وتتسب في انتشار الحشرات وخاصة الذباب والبعوض بشكل كبير.
ويقول أحمد اسماعيل (49 عاماً) وهو من سكان منطقة المقاسم، إن انتشار الروائح الكريهة يزيد من معاناتهم وخاصة خلال فصل الصيف، حيث يصاب السكان بأمراض جلدية وخاصة اللشمانيا جراء انتشار الذباب.
ويشير “اسماعيل” إلى أنهم طالبوا البلدية أكثر من مرة لإنشاء شبكة للصرف الصحي وترحيل القمامة بشكل يومي “ولكن دون أي رد”.
ولم ينكر سعيد حسو، الرئيس المشترك لبلدية الناحية الجنوبية في مدينة الحسكة أن هناك “تقصير” بموضوع ترحيل القمامة وأرجع السبب إلى نقص عدد الأليات وذلك بعد تعرض بعدها للحرق والتدمير أثناء هجوم خلايا “داعش” لسجن الصناعة في حي غويران في كانون الثاني/ يناير الماضي.
بالإضافة إلى ذلك فإن “عدم تعاون الأهالي والتزامهم بمواعيد الترحيل يفاقم المشكلة”، بحسب “حسو”.
أما فيما يتعلق بإنشاء شبكة للصرف الصحي، يذكر الرئيس المشارك للبلدية أن ذلك ضمن الخطة السنوية لعام 2023.
ولأن منطقة المقاسم تقع بمحاذاة سجن الصناعة، فقد تحصن فيها معتقلو “داعش” أثناء فرارهم من السجن، ودارات على إثرها اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية والفارين.
ويطالب “حسو” سكان المنطقة بالتعاون مع عمال النظافة والالتزام بعملية وضع أكياس القمامة قبل وصول آليات الترحيل ليتم ترحيل القمامة، ” لا أن يقوموا بوضعها ورميها في المناطق الخالية بعد عملية الترحيل”.
لكن سكان في المنطقة قالوا لنورث برس إن عملية الترحيل تتم يومين أو أقل في الأسبوع، ما يؤدي لتراكمها.
وإلى جانب المشاكل الآنفة الذكر، يشكو محمد محمود (31 عاماً) من عدم توفر مولدات الكهرباء في المنطقة، ما يضطرهم للاشتراك مع مولدات مناطق أخرى.
ويضيف أن أقرب مولدة تبعد عنهم مسافة واحد كيلومتر، حيث يصلنهم التيار الكهربائي “ضعيف للغاية”.