إيجارات المنازل تحلق عالياً وتصل إلى مليون ليرة سورية شهرياً في درعا
درعا ـ نورث برس
منذ أكثر من شهرين، يبحث يوسف محاميد (40 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان حي الكاشف في درعا المحطة، عن منزل للإيجار يتناسب مع دخله الشهري.
ويقطن “محاميد”، في منزل طالبه صاحبه بإخلائه مع بداية العام الجديد بسبب رفضه لرفع الإيجار.
ويدفع الرجل حالياً 250 ألف ليرة سورية شهرياً، كإيجار للمنزل، لكن صاحب المنزل يطالبه برفع الإيجار إلى 800 ألف ليرة سورية في الشهر.
وأكد “محاميد” لنورث برس على أنه من الصعب أن يستطيع دفع مثل هذا المبلغ شهرياً، “دخلي الشهري لا يتجاوز المليون ونصف ليرة سورية”، إذ يعمل في تجارة ألعاب الأطفال وتوزيعها على المحال التجارية بسيارته.
وطلب صاحب المنزل الذي يقطن فيه رضوان غنيم (45 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان حي السبيل في درعا المحطة، مبلغ 150 دولار أميركي كإيجار للمنزل، رغم خوف السكان من التعامل بالدولار في مناطق الحكومة السورية.
ولكن “غنيم” أشار لنورث برس إلى أن صاحب المنزل طلب الـ150 دولاراً على شكل اتفاق سري، لكي لا يتعرض للمسائلة نتيجة التعامل بالدولار، على أن يتم تسجيل العقد لدى المكتب العقاري بمبلغ 500 ألف ليرة سورية كإيجار.
وما كان من “غنيم” إلا أن رفض ذلك، وينتظر انتهاء العقد، بداية العام الجديد، حتى يغادر المنزل.
وإلى ذلك الوقت، يبحث “غنيم” عن منزل جديد، لكنه تفاجأ بارتفاع الإيجارات بشكل غير متوقع حيث وصلت في حي الكاشف إلى مليون ليرة سورية.
ومع بداية هذا الشهر، انتهى عقد استئجار أحمد الرفاعي (37 عاماً) من سكان حي ميسلون في درعا المحطة، للمنزل، وقام بتسليمه لصاحبه الذي كان طالبه برفع الإيجار إلى مليون ليرة سورية.
وتبيت زوجة “الرفاعي” وطفليه بمنزل ذويها، بينما هو ينام في مكان عمله المسائي في أحد مطاعم المدينة، ويعمل صباحاً في أحد مستودعات توزيع الأدوية.
ويبحث الرجل عن منزل منذ شهر تقريباً يتناسب مع دخله، لكن لم يجد حتى اللحظة، وبدأ يشعر بـ”اليأس” ويفكر في الخروج إلى مناطق قريبة من أحياء درعا المحطة كطريق السد ودرعا البلد، حيث أن إيجارات المنازل هناك لا تتجاوز الـ200 ألف ليرة سورية.
وأرجع “الرفاعي” السبب إلى رخص إيجارات تلك المنازل إلى أن الأحياء التي يفكر بالخروج إليها “معظم منازلها مدمرة وبحاجة إلى صيانة وهو غير قادر على ترميم منزل في هذا الوقت”.
وقال سليمان الرشيد (54 عاماً) اسم مستعار لأحد أصحاب المكاتب العقارية في مدينة درعا، لنورث برس، إن نسبة كبيرة من السكان اليوم في أحياء درعا المحطة يبحثون عن منازل “لكن في الوقت ذاته الإيجارات في ارتفاع مستمر ووصلت إلى حد الجنون”.
وعدد “الرشيد” أسباب ارتفاع الإيجارات، أبرزها “انهيار قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي إلى ما يقارب من 7200 ليرة سورية، في الوقت الذي لا يزال أجار العمال والموظفين ثابت لا تتجاوز الـ200 ألف ليرة سورية”.
وأضاف “الرشيد” أن هناك قسماً كبيراً من المنازل مغلقة وأصحابها لا يفكرون في تأجيرها، ومعظمهم خارج البلاد.
ويزور مكتب “الرشيد” أكثر من 20 شخصاً يومياً، يبحثون عن منازل للإيجار في الوقت الذي لا يوجد عدد كافٍ من المنازل المعروضة للإيجار وجميعها ليس أقل من مليون ليرة سورية، بحسب صاحب المكتب.
ويتخوف علاء السراج، (38 عاماً) أحد سكان حي السحاري في درعا المحطة، من أن يطالبه صاحب المنزل برفع الإيجار أو الخروج، وذلك بعد أكثر من 8 سنوات على استئجاره.
ويقول “السراج” إنه يدفع إيجار المنزل 250 ألف ليرة سورية، منذ أكثر من سنتين بعد أن كان في بداية الاستئجار 100 ألف.
ويشير “السراج” إلى أن صاحب المنزل لم يطالبه حتى اللحظة برفع الإيجار، “في حال طلب ليس باستطاعتي دفع أكثر من 100 ألف ليرة زيادة”.
وفي حال طلب صاحب المنزل من “السراج” المغادرة، فسيواجه مصير عشرات العائلات التي تبحث عن منازل للإيجار منذ أشهر في أحياء مدينة درعا دون جدوى.