“سيف الدولة” يشهد تفاصيل ليلة قتل المعارضة للطفلة نورشان

حلب – فراس الأحمد – NPA

فقدت الطفلة نورشان عطري التي تبلغ من العمر /6/ سنوات حياتها، بصواريخ الفصائل التي تدعمها تركيا، تحت مسمى المعارضة المسلحة والتي استهدفتها بتاريخ الـ /10/ من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، في حي سيف الدولة بحلب.

منذ بداية عام 2016، وبعد خسارة فصائل المعارضة للمدينة واقتصار تواجدها على أطراف المدينة الغربية، تعمّدت الأخيرة لاستهداف حي سيف الدولة وغيرها من المناطق بالقذائف الصاروخية والمدفعية.

هذا القصف دفع بالعديد من العوائل للنزوح، ومنها عائلة الطفلة نورشان عطري، التي نزحت من منزلها، خوفاً على حياة أفراد العائلة.

في ليلة العاشر من تشرين الثاني / نوفمبر الجاري، عاودت المعارضة المدعومة من تركيا والتابعة لها، استهداف العديد من المناطق كحي الحمدانية والموكامبو وسيف الدولة وشارع النيل ودوار الشيحان.

القصف العنيف في تلك الليلة، خلّف أضراراً مادية كبيرة، في البنى التحتية وممتلكات المدنيين، وتسبب بقتل نورشان ذات الست سنوات، وإصابة /16/ آخرين بجراح متفاوتة الخطورة.

نورشان التي كانت ترتاد المدرسة، في عامها الدراسي الأول، لم تحظى سوى بشهرين من الدراسة، التي طمح والداها لأن تكون شريكة في إعمار بلادها.

تركت نورشان وراءها عائلة مكلومة، لطالما قطعت غصّاتهم ودموعهم المشاهد التي سجّلتها "نورث برس" في منزل عائلتها بحي سيف الدولة في مدينة حلب.

تعيش العائلة حالة صعبة وانهياراَ كبيراً، حزناً على وفاة طفلتهم، إذ تحدث والد الطفلة، علاء الدين عطري، عن تفاصيل ليلة مقتل نورشان على يد المعارضة.

الأب قال لـ"نورث برس": "كنا جالسين في المنزل وطفلتي نورشان وأختها الكبرى، كانتا تدرسان في الغرفة المجاورة، فجأة سمعنا صوت انفجار صاروخ، ولم نعلم مصدر الصوت وعندما بدأنا بالخروج من الغرفة وتوجهنا لغرفة نورشان، سقط الصاروخ الثاني بشكل مباشر على الغرفة التي كانت تدرس فيها مع أختها."

ويرجح الوالد أن سبب استشهاد طفلته نورشان "هو عدم سماع صوت الصاروخ الأول"، وتسبب سقوط الصاروخ بدمار كبير، دفعهم لإزالة الأنقاض لحين العثور على جثتها، وقد فارقت الحياة بشكل مباشر جرّاء تعرضها لشظايا الصاروخ وسقوط أجزاء من الجدران والسقف عليها.

والدها حمّل مسؤولية قتل ابنته لفصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا، مشدداً على أن "أردوغان هدفه فقط هو تشريد السكان ونهب وسرقة كل ما سيجعل سوريا المستقبل، أفضل مما كانت"

وتحدثت فاطمة قلعه جي، والدة الطفلة نورشان عن ابنتها بكثير من الحرقة، مشيرة إلى أنها كانت "مرحة جداً في المنزل وتحب أخوتها والأجواء العائلية وتكره الوحدة"، كذلك لفتت إلى شغف طفلتها نورشان بـ"التصوير".

الأم قالت أن ابنتها كانت في أول عام دراسي لها، فيما تصف بحرقة، المشاهد الأخيرة من التقرب الكبير لطفلتها نورشان منها، قائلة "وكأنها كانت على علم بما سيحصل لها".

الأم نددت بما جرى بعائلتها وطفلتها، ووصفت ما جرى بـ"العمل الإجرامي" من حيث استهدافه للأطفال والمدنيين في الأحياء السكنية، ومشددة على محاسبة كل من يقوم بهذه الممارسات."

فيما أثنت مدرستها كندة شيخ ويس، على الطفلة نورشان مشددة على أنها لم تتمكن من تصديق خبر فقدان طالبتها لحياتها.

مدينة حلب تشهد منذ العام 2016 عمليات قصف من قبل المعارضة طالت أحياء الحمدانية وشارع النيل ومشروع 3000 شقة والموكامبو ودوار الشيحان وحلب الجديدة وصلاح الدين والأعظمية وجمعية الزهراء ومحيط دوار الليرمون، بالإضافة لحي سيف الدولة.