سياسيون: دمشق تعتبر الوجود التركي احتلال وعمل إرهابي لصالح الفصائل المسلحة
غرفة الأخبار – نورث برس
قال سياسيون إن دمشق تعتبر الوجود العسكري التركي في أراضٍ سورية، “احتلال” وعمل “إرهابي” لصالح الفصائل الموالية لتركيا.
وقال الكاتب والمحلل السياسي السوري، غسان يوسف إن “دمشق تعتبر احتلال أي قطعة من سوريا أو أي شبر أرض هو احتلال، وترفض أن يكون هناك عملية عسكرية جديدة أو عدوان عسكري جديد بري على سوريا”.
ويضيف: “لاحظنا هذا في تصريحات المسؤولين السورين من أعلى مستوى وحتى أن البعض دعا للمقاومة”.
ويشير يوسف إلى أن “أي عدوان تركي سينعكس على تهجير جديد وتغيير ديمغرافي جديد وسيضغط على الحكومة السورية”.
ويرى “يوسف” أن “هذا الأمر لا توافق عليه سوريا وهي تقف ضده ودائماً ما تطرح حلاً واحداً وهو أن ينتشر الجيش العربي السوري في المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب حتى يتجنب الشعب السوري ويتجنب إخوتنا في هذه المناطق احتلالاً تركياً جديداً”.
ويشدد الكاتب والمحلل السياسي على أن كل ما تقوم به تركيا هو “ضد وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وغايتها في ذلك تحقيق أطماع تركيا القديمة كالميثاق الملي، الذي يعتبر أن الأراضي التي تمتد من شمال اللاذقية حتى الحسكة ضمن الأراضي التركية”.
وتزايدت مؤخراً تصريحات المسؤولين الأتراك، بشن عملية عسكرية على مناطق في شمالي وشمال شرقي سوريا.
ويقول المحلل السياسي، كمال جفا، لنورث برس، إن “حدة التصريحات التركية تكون بين تصعيد وتهدئة وخلالها تمرر تركيا رسائلها إلى جميع الأطراف الفاعلة في الملف السوري”.
وتتراوح الرسائل التركية، بحسب “جفا”، ما بين “التهديد والوعيد والتهدئة ومد جسور التواصل والتلاقي مع الجار الجنوبي”.
ومنتصف الشهر الجاري، صرح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه يسعى إلى عقد لقاء ثلاثي مع الرئيسين السوري بشار الأسد، والروسي، فلاديمير بوتين.
ويرى “جفا” أنه “ربما تستطيع روسيا وتركيا الوصول إلى تفاهمات ترضي الجانب السوري وتستجيب للهواجس الأمنية التركية”.
ولا بد لأي عملية تركية أن تجري “بتنسيق مع حلفاء دمشق وربما بمشاركة منها وتسهيلات لوجستية وأمنية روسية تقدمها للجانب التركي على أن يكون المقابل تسويات وتفاهمات على آليات التطبيق والمراقبة وملء الفراغ”، بحسب “جفا”.
لكن في الوقت ذاته، بحسب المحلل السياسي، “لا يمكن تجاهل تواجد القوات الأميركية في شمال شرقي سوريا”.
ويضيف: “لابد من موافقة أميركية على أي عملية عسكرية لأن النهاية الحتمية في الخيارات الأميركية هي ضمان إرضاء تركيا، وبالتالي من الممكن تأمين توافق أميركي تركي على هذه العملية”، بحسب المحلل السياسي.
وبالمحصلة “لا يمكن لتركيا التصرف بحرية في الملف السوري ولابد من ضمان رضا وموافقة وتنسيق مع إيران وروسيا لأنهما ضامنين وشريكين في محطات أستانا، وأيضاً الموقف الأميركي الحازم الذي أبطأ القرار حتى الآن وربما أعاد حساب الجميع وفرض عليهم مزيداً من الحكمة والتروي”.
وفي حال بدأت تركيا بالحرب فـ”الجميع سيتأثر فيها لكن تركيا هي الأكثر لأنها ستواجه أيضاً معارضة داخلية، وستزيد من حجم الضغوطات الاقتصادية على العاصمة السورية ما سيؤدي إلى مزيد من قوافل المهجرين”، بحسب “جفا”.
ووضعت دمشق، بحسب المحلل السياسي، جميع السيناريوهات المحتملة ونقلت عدداً كبيراً من قواتها إلى مناطق الاشتباكات.
واعتبر محمد فواز، وهو عضو في مجلس الشعب، أن أي عملية عسكرية تركية على الأراضي السورية “عمل إرهابي ويصب في مصلحة الجماعات المسلحة كون التدخل التركي غير شرعي ووجود القوات التركية على أراضينا يتم معاملتها كقوات غازية”.
وأشار إلى أن مسؤولية الدولة السورية هي “حفظ الأمن على أراضيها تجاه أي فصيل خارج على القانون، وهذا ليس من مسؤولية أي دولة ضمن أراضينا إن لم يكن بموافقة وطلب من الدولة السورية”.
وأضاف “فواز” لنورث برس: “لا يخفى على أحد بأن أردوغان يلهث للقاء الرئيس بشار الأسد وبوساطة روسية مشكورة. ولكن التدخل العسكري يمكن أن ينعكس سلباً على موعد هذا اللقاء إن حصل وترتيباته”.