التهديدات التركية تجمد حركة بيع وشراء العقارات في ريف القامشلي
عامودا– نورث برس
منذ قرابة عام، عرض صلاح صارو (40 عاماً) من سكان مدينة عامودا في ريف القامشلي، شمال شرقي سوريا، عقاره للبيع ولكنه لا يجد مشترياً له.
ولدى الرجل عقار تبلغ مساحته 200 متر، عرضه للبيع في البداية بـ 8000 دولار ولعدم تمكنه من بيعه، خفض سعره إلى ما بين 6000 و 6500 دولار، لكن دون جدوى.
وتشهد مدينة عامودا كما جميع مناطق شمال شرقي سوريا، جموداً في حركة بيع وشراء العقارات، وسط انخفاض أسعارها بشكل ملحوظ.

تجار وأصحاب مكاتب عقارية في المدينة يرجعون السبب الرئيسي إلى استمرار التهديدات التركية بشن عملية برية جديدة في المنطقة وعدم استقرارها، حيث يفضل السكان عدم صرف أموالهم في العقارات بسبب المخاوف من النزوح وتعرضها للقصف والتدمير.
ويقول جوهر قاسو، صاحب مكتب عقاري في عامودا، إن عملية بيع وشراء العقارات “تحت الصفر”، في إشارة منه إلى توقفها كلياً.
ويشير إلى أن السكان يأتون للمكتب لعرض وبيع عقاراتهم “لكن من يشتري؟”، في إشارة منه إلى عدم مغامرة أحد وصرف ماله على عقار لا يضمنه في المستقبل.
ويشكو صاحب المكتب من انعدام العمل لديه، ولا سيما أنه منذ عام وتسعة أشهر لم يبع أي عقار مسجل لديه وعنده قرابة 100 عقار معروض للبيع.
وقبل أكثر من عام، كان سعر شقة مساحتها 140 متراً، 40 ألف دولار، بينما سعرها الحالي 27 ألف دولار ويعرض صاحبها بيعها بالتقسيط، “لكن لا أحد يشتري”، بحسب “قاسو”.
ومنذ العام 2019 وبعد سيطرتها على سري كانيه وتل أبيض، تهدد تركيا بشن عملية برية جديدة في شمال شرقي سوريا، وسط استمرار قصفها لكامل الشريط الحدودي.
وفي العشرين من الشهر الماضي، صعدت أنقرة من وتيرة قصفها واستخدمت لأول مرة بعد عمليتها ضد سري كانيه وتل أبيض عام 2019، طائرات حربية في قصف مناطق سكنية ومنشآت حيوية في شمال شرقي سوريا.
ذلك يثير مخاوف سكان المنطقة من أن تنفذ تركيا حقاً عمليتها البرية وتتسبب بنزوحهم من مناطقهم.

ويقول تجار ومتعهدو بناء إنهم يتعرضون لخسائر جراء جمود حركة البيع والشراء لا سيما أنهم اشتروا العقارات بأسعار مرتفعة، كما أن مواد البناء تم شراؤها بالدولار.
ولدى سراج تاج الدين وهو متعهد بناء في عامودا، 7 شقق سكنية و5 محال، يعرضها للبيع منذ خمسة أشهر دون أن يجد مشترياً لها.
ويقول “تاج الدين” بينما يقف أمام البناية التي تضم شققه، إن أسعارها تتراوح ما بين 27 و 16 ألف دولار، وذلك بحسب المساحة ويخشى أن يستمر الجمود فيضطر لتخفيض سعرها أكثر ويتعرض لخسارة.