الحل السياسي ووقف الحرب.. أمنيات سكان في كوباني للعام القادم

كوباني- نورث برس

لا يلبث أن ينبعث بصيص أمل بتغير الأوضاع للأفضل لدى ويسو، حتى تفاجئه مشكلة تشغل باله، من قصف وارتفاع تكاليف معيشة إلى تهديد بالغزو، كل ذلك يجعله يعيش على أعصابه وفي حالة توتر في آخر ثلاث سنوات.

يقول ويسو عثمان (58 عاماً) من سكان مدينة كوباني إنه لم يجد الراحة منذ عام 2019 وحتى نهاية العام الحالي بسبب التهديدات التركية المستمرة على المنطقة بعد حربها في سري كانيه وتل أبيض، والأمر ينطبق على سكان كوباني جميعهم.

ويأمل سكان كوباني أن تنتهي الحرب مع نهاية العام الحالي، وأن تكون السنة المقبلة عام استقرار وأمن لمدينتهم ولكل الشعب السوري، عبر إيجاد حل سياسي.

يقول “عثمان” إن أقصى ما ينتظرونه في العام القادم، أن يهدأ القصف وتتوقف التهديدات التركية، “آن لسكان المنطقة أن يرتاحوا ويطمأنوا في معيشتهم”.

ويتمنى الرجل أن يشهد الوضع الاقتصادي تحسناً وأن تتعافى الليرة السورية، بعد أن أرهق الغلاء سكان كوباني وعموم السوريين.

ويضيف “عثمان” أن سكان مدينته لم يهنئوا بالعيش باطمئنان في الشهرين الأخيرين، لأن القصف التركي شبه يومي، وهو ما يؤدي لمخاوف بين سكان المنطقة وخاصة الأطفال منهم.

ويأمل في أن تساهم المؤتمرات التي تعقد حول سوريا في دول العالم بإيجاد حل سياسي للمنطقة خلال عام 2023، “لأن الشعب السوري وفي كل مدنه يعاني من تبعات الحرب منذ عام 2011 وحتى الآن”.

وفي الواحد والعشرين من الشهر الجاري، عقد مجلس الأمن جلسة حول الوضع في سوريا، شدد فيها كل من مبعوث الأمين العام الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيثس، على ضرورة منح السوريين الأمل في المستقبل.

وأكدا على أهمية الحل السياسي الشامل الذي يتماشى مع القرار 2254.

وحينها  قال غريفيثس، إن التدهور الاجتماعي والاقتصادي هو الأسوأ منذ بداية الأزمة، معرباً عن خشيته من ألا يوفر عام 2023 الكثير من الراحة للشعب السوري.

وتتأمل صباح خوجة (52 عاماً) من سكان كوباني، أن تتوقف معاناة سكان كوباني خلال العام الجاري، بسبب التهديدات التركية والقصف المتكرر.

ومن ضمن أمانيها عودة المهجرين، وتوقف موجات الهجرة الجماعية من منطقتها والتي راح ضحيتها عشرات الشباب.

وتتمنى “خوجة” أن يكون عام 2023 هو عام السلام والاستقرار لشعب مدن “روج آفا” وللشعب السوري ككل، وأن تتوقف التهديدات التركية على المنطقة كي ينعم السكان بالأمن والاستقرار.

من جهته يأمل خالد بكي (40 عاماً) وهو من سكان كوباني، أن يتم الوصول لحل سياسي من أجل الشعب السوري في عام 2023، لأن الحل السياسي سيساهم بتحسين الوضع الاقتصادي.

ولكن غير بيدرسن، وفي جلسة أخرى لمجلس الأمن عقدت في السادس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أعرب عن أسفه من صعوبة تحقيق حل سياسي شامل في سوريا وذلك مع استمرار الجمود السياسي واستمرار العمليات العسكرية.

ويقول “بكي” إنهم لم يعد لديهم القدرة على تحمل المزيد من المآسي، آملاً أن يكون العام القادم “عام خير”.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: أحمد عثمان