“إلى أين نلجأ؟”.. تساؤلات نازحين في مخيم بديرك ذاقوا مرارة النزوح مرّات عدة
ديرك – نورث برس
بعد عام من نزوح خلوف من قريته فكا بريف بلدة تل تمر شمالي الحسكة، والسكن في منازل بإيجار ضمن البلدة، قرر الرجل الانتقال إلى مخيم نوروز بريف مدينة ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا بعيداً عن دوي المدافع التركية والقصف المتكرر.
ولكن خلوف درويش ( 58عاماً) يخشى أن يضطر لتجربة نزوح آخر لا يدري أين ينتهي به الحال هذه المرة إذا ما شنت تركيا عمليتها البرية التي تلوح بها بين الحين والآخر.
يتساءل الرجل الخمسيني في حيرة من أمره، “أين نذهب في حال تفاقمت الأمور هنا؟, لا نستطيع العودة إلى قريتنا لأنو دائماً في قصف”.
وعلى إثر التهديدات التركية بشن عملية برية جديدة في سوريا، يعيش النازحون والسكان في شمال شرقي سوريا في قلق دائم، فالحرب إن بدأت لا شك أنها ستعمق من مأساتهم ولا سيما أن بعضهم ذاق مرارة النزوح أكثر من مرة, وفجع بعضهم بأفراد عائلاتهم سابقاً.

وفي مخيم نوروز تعيش 1165 عائلة بعدد أفراد 6158 شخصاً، ينحدرون من مناطق تل تمر وسري كانيه وتل تمر.
ويروي “درويش” حالة الهلع التي أصابتهم أثناء الهجمات التركية العنيفة ضد مناطق في شمال شرقي سوريا خلال الشهر الماضي، جمع كما أقرانه في المخيم أغراضه الأساسية وتوجهوا صوب باب المخيم استعداداً للنزوح في حال اشتد القصف أكثر.
وعند سؤاله عن المكان الذي كانوا سيلجؤون إليه؟، يبتسم النازح ويضيف: “لم نكن ندري إلى أين سنلجأ، ما بقي كان أصلاً، لكن هذا حالنا، قلق وخوف ورعب من القصف”.
ومنذ العشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، صعّدت القوات التركية من قصفها لمناطق في شمال شرقي سوريا، ولا يزال القصف مستمراً مع تراجع بوتيرته، مع استمرار التهديدات بشن عملية برية جديدة في المنطقة.
وتتساءل دائماً سناء خضر(27 عاماً) نازحة من قرية أم الكيف بريف تل تمر، إلى أين ستلجأ برفقة أطفالها الستة وما المصير الذي ستواجهه إذا شنت تركيا عمليتها البرية.
تقول بينما تجلس أمام خيمتها إنها نزحت أول مرة من قريتها إلى قرى آشورية بحثاً عن الأمان لأطفالها بعد أن اشتد القصف التركي وبسبب حالة الهلع التي أصابتهم، انتقلت إلى مخيم نوروز في محاولة منها لإبعادهم من أجواء الحرب والقصف.
ولكن “خضر” كما بقية النازحين لا ينعمون بالاستقرار ودائماً تراودهم مخاوف من تجربة مرارة النزوح، مع استمرار القصف التركي على المنطقة.
تقول: “لم يعد لنا مكان سوى هذه الخيمة، لا حولا ولا قوة, حولينا كلو ضرب، وين نروح بحالنا”.
وجل ما تتمناه “خضر” أن تهدأ الأوضاع ويتوقف القصف لتعود إلى منزلها في قريتها، وتضيف بعد صمت دام بضع ثوان، “أو على الأقل ما ننزح مرة تانية، لم يبق لنا مكان سوى المخيمات”.
وفي ذات المخيم، يخشى مخاوف أحمد حسين (36 عاماً) نازح من قرية عامرية بريف سري كانيه، هو الآخر أن تبدأ حرب جديدة في المنطقة ويضطر للنزوح “نحو المجهول”.

“حسين” وبعد أن سيطرت تركيا برفقة الفصائل الموالية على سري كانيه عام 2019، نزح مع عائلته إلى قرية سيحا بمنطقة جبل عبد العزيز شمالي الحسكة، بقي هناك قرابة 3 أشهر لينتقل بعدها إلى مخيم نوروز هرباً من أصوات القصف.
يقول وهو أب لأربعة أطفال، “نتائج الحرب صعبة والمتضررين الأكثر هم المدنيون والأطفال, نخشى أن نفجع بأطفالنا إذا حدثت حرب مرة أخرى”.