الحصار الحكومي يتسبب بموجة غلاء غير مسبوقة بريف حلب الشمالي
ريف حلب الشمالي- نورث برس
تحتار زينب كيف تتدبر أمور عائلتها المعيشية، تحاول شراء الاحتياجات الأساسية والضرورية جداً وتستغني عن مواد كانت مائدتها لا تخلو منها قبل نزوحها وذلك إثر ارتفاع أسعار المواد وعجزها عن مواكبة الغلاء.
في بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي، تعيش زينب عثمان (57 عاماً)، نازحة من عفرين برفقة عائلتها وتعاني كما النازحين وسكان البلدة الأصليين من ظروف معيشية صعبة بسبب الحصار الحكومي على المنطقة.
ومنذ نزوح سكان عفرين عام 2018، تفرض حكومة دمشق حصاراً خانقاً على المنطقة بين فترة وأخرى، إذ تمنع حواجزها بالقرب من مدينة منبج دخول المحروقات والمواد التموينية والأودية وغيرها من منطقة الجزيرة إلى ريف حلب الشمالي.
ومنذ نحو شهرين، تمنع الحكومة وصول تلك المواد إلى نازحي عفرين الذين يتوزعون في خمس مخيمات وقرى وبلدات بريف حلب الشمالي، ما فاقم أحوال النازحين وسكان المنطقة الأصليين ولا سيما أن الحصار تزامن مع حلول الشتاء.
تقول “عثمان”، إن أحد أولادها يعمل في إحدى مؤسسات الإدارة الذاتية ويتقاضى ٣٦٠ ألف ليرة سورية، وإن المبلغ لا يلبي سوى الاحتياجات الأساسية فقط.
تضيف باكية: “أصبحنا نحسب ماذا ناكل لنوفر قليلاً من المال، إلى أين وصلت بنا الحياة!”.
وتسبب الحصار في ارتفاع أسعار كافة المواد، فـ ليتر المازوت بات يباع بـ8000 ليرة بعد أن كان بـ 5000 ليرة، وارتفع سعر أسطوانة الغاز من 45 ألف ليرة إلى 85 ألفاً، أما ليتر البنزين فيباع بـ 14 ألف ليرة، بعدما كان بـ 6000.
و مع هذه الأسعار، يستخدم نازحون وسكان المنطقة أغصان الأشجار اليابسة وأكياس النايلون والكرتون وأسمال الأقمشة وبقاي الأحذية وأي شيء قابل للحرق لتدفئة أنفسهم وطهي طعامهم خارج الخيم.
ويلجأ الذين يملكون القدرة المالية لشراء الحطب والذي وصل سعر الكيلوغرام الواحد منه إلى 800 ليرة.
أما بالنسبة للمواد الغذائية، وبحسب حسين جاويش وهو تاجر تجار جملة يوزع بضائع على قرى وبلدات بريف حلب الشمالي، فإنه منذ بداية الحصار ارتفعت الأسعار بنسبة ما بين 20 إلى 40 بالمئة، مع فقدان العديد من الأنواع منها.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، ارتفع سعر علبة المرتديلا من 1200 إلى 3500 ليرة، وعلبة المحارم الورقية تباع حالياً بـ 6000 ليرة بعدما كانت بـ 3000.
البيضة الواحدة ارتفع سعرها من 500 إلى 700 ليرة، وكيلوغرام السكر من 2500 إلى 4000 ليرة وليتر الزيت من 12 ألف إلى 15 ألف ليرة.
ويشير “جاويش” إلى أن معاناتهم في تأمين البضائع في ظل الحصار أشبه “برحلة البحث عن الكنز بسبب تلاعب بالأسعار وقيام تجار بتخزين البضائع لرفع أسعارها أكثر”.
والأحد الماضي، حذرت رابطة عفرين الاجتماعية في مدينة القامشلي، من وقوع ‘‘كارثة إنسانية بحق الآلاف من نازحين عفرين. ودعت منظمات حقوق المجتمع المدني وحقوق الإنسان بالتدخل لفك الحصار.
تستاء أمينة محمد (٦٧ عاماً) من هذا الحال المستمر منذ أربع سنوات، وتقول: “بعد كل ما فعلوه بنا من قصف وتهجير الآن يريدون قتلنا جوعاً”.
وتشير “محمد” وهي نازحة من عفرين وتسكن في بلدة تل رفعت، إلى أن الحصار حرمهم من العديد من المواد التي باتت أسعارها تفوق طاقتهم على الشراء، “هناك أنواع من الفواكه والمواد الغذائية نسينا طعمها”.