من عين العروس لعين العرب/كوباني.. عائلةٌ نازحةٌ تعاني الأسوأ وتسكن منزلاً مهدداً بالانهيار

عين العرب/ كوباني – فتاح عيسى – فياض محمد – NPA

 

تركت خاليدة خليل محمود /45/ عاماً ثيابها وثياب أطفالها على حبل الغسيل فيما بقيت بعض القطع في الغسالة التي كانت تعمل، أثناء سقوط القذائف على مدينة تل أبيض/كري سبي في التاسع من شهر تشرين الأول/أكتوبر الفائت، ونزحت باتجاه الريف الشرقي من مدينة عين العرب /كوباني، خوفاً على أطفالها الأربعة.

عائلة خاليدة التي كانت تقطن في منزلها بقرية عين العروس قرب تل أبيض/كري سبي، كانت تعاني من وضعها الاقتصادي السيء، هذا الوضع أصبح أسوأ من ذي قبل بسبب النزوح حيث انعدمت فرص العمل أمام زوجها الذي يعاني من مرضٍ نفسيٍ أصابه قبل عدة سنوات.

تعيش العائلة المؤلفة من ستة أشخاصٍ حالياً في غرفةٍ واحدةٍ في منزلٍ مهجورٍ بقرية "قره موغ" شرقي عين العرب/كوباني، منزلٌ أحد غرفه مهدَّمة، والغرفة التي تقطنها العائلة قد تنهار في أيّ وقتٍ لأنّ سقف الغرفة مبنيٌ من الطين والأعمدة الخشبية ولم يتم ترميمه منذ عدة سنوات.

 

ثيابٌ على حبل الغسيل

تتذكر السيدة الأربعينية يوم نزوحها من منزلها، وتقول في حديثها مع "نورث برس": زوجي المريض كان في المنزل، عندما حلقت الطائرات فوقنا، كنت أقوم بغسل الثياب، بعض الثياب نشرتها على حبل الغسيل وبعضها الآخر بقيت في الغسالة، تركتها ونزحت إلى قرية "قره موغ"، تركت كل أغراضي ونزحت، زوجي كان يعمل هناك ولكن هنا لا يجد فرصة عملٍ، الأشخاص الخيّرون يقومون بمساعدتنا، هنا لا يوجد شيء من احتياجات المنزل، كل أغراضي تركتها ونزحت، أهالي القرية اعطونا ألبستهم القديمة وبعض البطانيات والأسفنجات لأننا تركنا كل شيء خلفنا لننجو بأنفسنا وأطفالنا".

 

وضع مادي صعب

الأطفال الصغار والزوج العاطل عن العمل زاد من مأساة العائلة ووضعها المادي الصعب ضمن الظروف الحالية.

تتابع خاليدة حديثها عن وضعها قائلة: "زوجي كان يعمل في معمل البلوك وأنا كنت أقوم بالأعمال المنزلية، في القرية كان المنزل ملكنا ولكن وضعنا المادي كان صعباً، أما هنا فلا يوجد لدينا مستلزمات المنزل، لا يوجد شيء نتغطى به للنوم، كل أغراضنا تركناها، أهل الخير يقومون بإعطائنا بعض الأغراض، ولكن لا يوجد لدينا مستلزمات المطبخ، ولا تتوفر فرص عمل لي أو لزوجي، وأولادي صغار أعمارهم بين 5 سنوات و12 سنة".

 

مرضُ الزوج

معاناة خاليدة مع زوجها الذي يصعب عليه العثور على فرصة عمل، تزداد مع حاجته للأدوية، فالزوج يعاني من مرضٍ نفسي، فتقول خاليدة: "زوجي مريضٌ نفسياً، كان يعمل في دمشق بمعمل البلوك، حيث انفجرت جرة الغاز داخل غرفةٍ كان فيها هو وزميله في العمل، فاحترق زميله أمامه، ومنذ ذلك الوقت يعاني من هذا المرض ويحتاج لأدويةٍ نقوم بشرائها ولكن لا نستطيع تحمل تكلفتها في ظل الوضع الحالي".

 

منزلٌ معرّض للانهيار

تأمل السيدة خاليدة العودة إلى منزلها الذي كان ملاذاً آمناً لهم، فالمنزل الذي تعيش فيه مع عائلتها، مهجورٌ ومبنيٌ من الطين ومعرضٌ للانهيار بسبب قِدمه.

كما أنها تركت ألبسة أطفالها على حبل الغسيل وهي أحوج ما تكون لتلك الألبسة، لتحمي أطفالها من برد الشتاء القادم.

وتختتم خاليدة حديثها مع "نورث برس" بالقول: "وضعنا الاقتصادي صعب، تركنا ألبستنا وأغراضنا خلفنا، ولا يوجد شيء لكي نؤمن به لقمة عيشنا، كل ألبسة أطفالي ولباسي هي من الجيران، عندما نقوم بغسل ثياب أطفالي لا يوجد شيء يلبسونه، وضعنا كان سيئاً وأصبح أسوأ بعد نزوحنا".