أسبوع دامٍ في العراق.. نحو 20 قتيل في سلسلة هجمات لتنظيم “داعش”

غرفة الأخبار – نورث برس

 ختم العراق أسبوعه بالتعرض لثالث هجوم شنه عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في منطقة نائية بين محافظتي نينوى وكركوك شمالي البلاد، ليرتفع عدد ضحاياه إلى نحو عشرين شخصاً نصفهم مدنيين.

وجميع الهجمات التي شهدها العراق خلال الفترة الأخيرة والتي استهدفت مدنيين وعسكريين على حد سواء، وقعت في خط عرضي يمتد من ديالى شرقي البلاد إلى نينوى في الغرب.

وتلك المناطق معظمها متنازع عليها بين أربيل وبغداد، كانت ومازالت بمثابة ساحة خصبة لهجمات التنظيم المتشدد بسبب الطبيعة الجغرافية النائية والوعرة، وثغرات أمنية تعود إلى سوء التنسيق، وفقاً لمحليين ومسؤولين تحدثوا لنورث برس في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وفي ساعات متأخرة من مساء أمس الأربعاء، انفجرت عبوة ناسفة بمركبة “همر” تابعة للفرقة 14 في الجيش العراقي في محيط منطقة الدبس الواقعة بين محافظتي نينوى وكركوك، وأسفرت عن مقتل جنديين اثنين وإصابة ثلاثة آخرين.

ولم تصدر السلطات على الفور بياناً رسمياً بشأن الهجوم ومنفذيه، إلا أن مصدر أمني في كركوك أفاد نورث برس، أن العبوة الناسفة تعود لتنظيم “داعش”، مضيفاً أن هذا النوع من الاستهدافات كثر في الآونة الأخيرة.

وقبل هذا الهجوم، قضى ما لا يقل عن ثمانية مدنيين في عملية نفذها عناصر في تنظيم داعش يوم الاثنين الفائت، وهم يستقلون دراجات نارية، ضد سكان قرية البو بالي التي تقع في أطراف قضاء الخالص بمحافظة ديالى شرقي البلاد.

كما أصيب ثلاثة آخرين  في الحادثة وهو ثاني أكبر هجوم خلال الأسبوع، بعد الذي استهدف رتلاً للشرطة العسكرية  بجنوبي محافظة كركوك الأحد الفائت.

وقتل تسعة من أفراد الشرطة الاتحادية بينهم ضابط برتبة رائد وأصيب آخرون بانفجار عبوة ناسفة واشتباكات وقعت بينهم وبين عناصر داعش في محيط ناحية الرياض جنوبي كركوك.

وأمس الأربعاء، عقد رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، اجتماعاً أمنياً ضم رئيس أركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة وعدداً من كبار القادة الأمنيين والعسكريين من مختلف صنوف القوات الأمنية، لمناقشة التطورات الأمنية الأخيرة في محافظتي كركوك وديالى.

وكانت سلسلة هجمات هذا الأسبوع هي الأعنف منذ تسلم السوداني منصب رئاسة الحكومة.

وتأتي هذه الهجمات الدامية في فترة زادت فيها التحذيرات من زيادة نشاط التنظيم في مناطق متفرقة من سوريا والعراق.

وشدد السوداني في اجتماعه مع القادة العسكريين على ضرورة التنسيق العالي بين الأجهزة الاستخبارية، والتأهب العالي، والقيام بعمليات نوعية واستباقية ضد التنظيم .

وفي وقت سابق، قال رئيس لجنة البيشمركة في برلمان إقليم كردستان العراق، ريفينك هروري، لنورث برس، إن “خطر داعش لم ينته، بل مستمر وبقوة، بالنظر إلى زخم الهجمات العنيفة والمتكررة”.

وأشار البرلماني إلى عوامل عديدة تشجع على عودة التنظيم وزيادة نشاطه من ضمنها ضعف التنسيق الأمني وبالتالي بقاء ثغرات أمنية سواء بين القوات العراقية والبيشمركة في المناطق المتنازعة علها بين أربيل وبغداد، أو بين القوات العراقية و”قسد” في المناطق الحدودية مع سوريا.

وقوبلت هذه الهجمات، بعمليات للجيش العراقي، إحداها تمثلت بضربة جوية الثلاثاء الماضي، في قضاء تلعفر بمحافظة نينوى المتاخمة للحدود السورية، قتل فيها خمسة عناصر من التنظيم المتشدد بينهم قيادي.

إلى ذلك، قالت خلية الإعلام الأمني العراقية، إنه تم نصب كمائن بعمليات استباقية وجهد استخباري في مناطق متفرقة في بغداد، الأنبار، كركوك، ديالى وميسان، تكللت بإلقاء القبض على 24 عنصراً “إرهابياً” وقد جرى تسليمهم إلى الجهات المعنية.

وأصدر رئيس الحكومة توجيهاً إلى القادة العسكريين بإجراء إعادة تقييم شامل للخطط الأمنية وتغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطات لداعش، متوعداً “أن ما حدث لن يمر من دون أن ينال المرتكبون القصاص”.

إعداد وتحرير: هوزان زبير