كيف يعيش سكان أقرب حي في كوباني من الحدود التركية؟
كوباني- نورث برس
تنتاب منان، حالة من القلق والخوف مع كل صوت يدوي لقذيفة ما من الجانب التركي ولتكرار القصف وكثرة مخاوفه، بات الرجل يعاني من حالة نفسية.
ويثير القصف التركي المتكرر مخاوف منان محمود (51عاماً) من سكان حي كانيا كردان في الطرف الشرقي من كوباني، على أطفاله “بشكل كبير”.
ويقع حي كانيا كردان في الجهة الشرقية من مدينة كوباني، ويعتبر أقرب حي على الحدود التركية وأقدم أحياء المدينة، وتتركز على مقربة من الحي نقطة للجيش السوري، حيث يتعرض للقصف التركي المتكرر ورشقات الرصاص من قبل حرس الحدود التركي.
وبسبب ذلك، يقول “محمود”، إنهم لم يهنئوا يوماً وبات مشهد الشظايا وأصوات القصف جزءاً من حياتهم ويسبب لسكان الحي حالة من الذعر والهلع.
ويحرم القصف التركي سكان الحي وغالبية القرى الحدودية في كوباني من زيارة بساتينهم وحراثة أراضيهم، واضطر بعضهم لترك محصوله من الزيتون والذرة وغيرها دون قطاف.
ومنذ العشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تستمر القوات التركية بقصف مناطق في الشمال السوري، شهد القصف تراجعاً في وتيرته، التي تصاعدت في أول أيامه، لكن دون أن ينقطع.
يشير “محمود”، أنه يضطر للمكوث في منزله لأيام خوفاً من الإصابة المباشرة وكذلك الشظايا أثناء القصف.
وفي السابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أُصيبت الطفلة مجدار أوسي(10 أعوام) برصاصة عشوائية، في رشقات لحرس الحدود التركي على أطفال كانوا يلعبون في ذات الحي.
والسبت الفائت، فقد ثلاثة مدنيين حياتهم وأصيب آخرون، في غارة جوية تركية استهدف قرية بريف كوباني.
وخوفاً من عشوائية الاستهداف والشظايا المتناثرة، اتخذت أمينة محمد (55 عاماً) من المطبخ ملجأً تختبئ فيه مع أحفادها، عند بدء القصف.
تقول “محمد”، إن زوجة ابنها وأحفادها أُصيبوا بمرض اليرقان (أبو صفار) نتيجة الخوف من أصوات القصف الشديدة والقريبة من منزلهم.
وأمام ذلك منعت أحفادها من الذهاب إلى المدرسة لعشرة أيام، وخاصة بعد الاستهداف التركي للمرافق العامة والبنى التحتية في العشرين من الشهر الماضي.
كذلك فعل علي أحمد، مع أحفاده حين منعمهم من الذهاب للمدارس طيلة فترة تصعيد القصف التركي، لا سيما أن منزله يقع قبالة نقطة للجيش السوري، خشيةً من وقوع قذائف أو شظاياها.
ولا يزال يخشى “أحمد”، على أحفاده في ظل استمرار القصف التركي على كوباني وريفها، وأمام كل ذلك يأبى الرجل النزوح وترك منزله.