لاجئة سورية بأربيل تتحدث بالرسم

أربيل- نورث برس

أمام منزلها في مخيم قوشتبه بمدينة أربيل، تجلس إيفا تراقب المّارة ولكنها تعجز عن سماعهم بشكل جيد أو التحدّث معهم، بعد برهة من الزمن تدخل إلى غرفتها وتحضر أقلاماً ولوحة صغيرة وتبدأ بالرسم.

إيفا حاجو حين كانت رضيعة، أصيبت بارتفاع في درجة الحرارة، أثر على قدرتها على الكلام والسمع، بلغت الآن السابعة عشر من عمرها، تفهم ما يجول حولها، لكنها تعجز عن الكلام، ولا تسمع إلا القليل.

ذلك لم يمنع عائلتها في البداية من إرسالها إلى المدرسة حين بلغت السادسة من عمرها ولكن حالة التنمر التي تعرضت لها وصعوبة فهمها للدروس والعوائق التي واجهتها للتواصل مع أقرانها ومحيطها جعلتها تمتنع عن ارتياد المدرسة.

ولصعوبة الحديث عن نفسها وما تطمح له في المستقبل، أومأت لوالدتها للتكلم نيابة عنها، في أصعب المواقف التي يمكن للمرء أن يواجها، حين ينوي التعبير عن مشاعره وأمانيه وطموحه ولكنه لا يستطيع.

تقول والدتها نزهة حاجو، إنها دعمت ابنتها منذ كانت صغيرة، علّمتها الاعتماد على نفسها وأرسلتها إلى المدرسة، “لكن المجتمع المحيط بها رفضها، فلم يرافقها أحد في المدرسة، وكان الطلبة يتنمّرون عليها”.

ولذلك أصيبت إيفا بإحباط شديد وخاصة بعد توقفها عن المدرسة، وقضت معظم وقتها وحيدة في غرفتها، مادفع عائلتها لتشجيعها على هواية الرسم.

 تضيف والدتها: “وفّرنا لها الأوراق والأقلام والألوان، حاولنا إخراجها من عزلتها عن طريق الرسم، ونجحنا، الآن تقضي معظم وقتها ترسم”.

بدأت إيفا رحلة علاجها منذ عدة سنوات، حيث كانت تخضع لجلسات فيزيائية لدى طبيب مختص شهرياً وطبيب آخر يساعدها على النطق.

لكن  ولأن كل جلسة كانت تكلف ما يقارب 30 ألف دينار عراقي، ما يعادل 20 دولار أميركي، لم تستطع عائلتها المتابعة.

تقول الأم متحسرة على ذلك، “كنا نتمنى أن تكمل علاجها لكن ذلك مكلف جداً”.

الجلسات التي تلقتها إيفا ساعدتها بشكل ملحوظ على نطق بعض الأحرف، كما أن عائلتها اشترت لها سمّاعات لتقوية السمع، لكنها مازالت تحتاج إلى المزيد من العلاج.

ورغم المشاكل الصحية التي تعاني منها، تحرص الشابة على مساعدة والدتها في بعض الأمور المنزلية البسيطة.

تطالب عائلتها، المنظمات الدولية والجهات المهتمة بالقضايا الانسانية، دعم ابنتها ومساعدتها على متابعة رحلة العلاج، خاصة أن تكاليف علاجها فوق قدرة العائلة السورية اللاجئة.

وتتمنى إيفا أن تعرض لوحاتها خارج المخيم لتتمكن من تحويل هذه الهواية إلى مصدر رزق لها، فتبيع لوحاتها وتجمع ثمن علاجها، فيعود إليها النطق وتستطيع الكلام مع الناس وسماعهم والتحدث معهم.

 إعداد: سهى كامل- تحرير: سوزدار محمد