معاناة مستمرة منذ سنين يعيشها سكان الشدادي جراء تضرر شبكات المياه
ريف الحسكة ـ نورث برس
يعتمد رشيد الحسين (30 عاماً) من سكان الشدادي، بريف الحسكة، بشكل كلي على الصهاريج الخاصة أو المتعاقدة مع البلدية، للحصول على مياه الشرب منذ سنين طويلة، نظراً لتدمُّر وتضرر خطوط وشبكات المياه أثناء المعارك والحروب التي شهدتها المنطقة.
ويضطر الرجل لشراء المياه من الصهاريج الخاصة بسعر يصل لأكثر من خمسة عشر ألف ليرة سورية، لخزان الماء سعة خمسة براميل، بينما من الصهاريج المتعاقدة مع البلدية سعر الخزان سبعة آلاف ليرة سورية.
وكانت خطوط المياه والمحطات قد تعرضت لأضرار كبيرة في ظل سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على البلدة بين عامي 2014 و2016، والمعارك التي شهدتها المنطقة خلال تلك الفترة.
يقول “الحسين” لنورث برس: “منذ سنوات ونحن نعتمد على الصهاريج للحصول على مياه الشرب رغم وجود محطات مياه وخطوط ولكنها بحاجة إلى تأهيل ومن ثم جعلها في الخدمة”.
ويضيف: “خطوط وشبكات المياه تعرضت لأضرار منذ سنوات طويلة، ومسؤولو قطاع المياه صامتين مع العلم من تأسس البلدية منذ عام 2017 وحتى هذه اللحظة لم يتم البدء بصيانة شبكات المياه”.
ويشير “الحسين” إلى أن تفاقم مشكلة المياه يكون بشكل أكبر خلال الصيف، حيث تزداد الكميات المستهلكة، ما يزيد تكاليف الشراء على العائلات التي تعاني من ظروف اقتصادية متردية.
وفي شباط/ فبراير 2013، خرجت الشدادي عن سيطرة الحكومة السورية، بعد معارك خاضتها قواتها مع فصائل المعارضة المسلحة وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، دمرت خلالها البنية التحتية للمدينة ونهبت الدوائر الحكومية.
وبعد عام من سيطرة المعارضة المسلحة عليها، شن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” هجوماً عنيفاً عليها ودارت بينهما معارك طاحنة دامت لأيام سيطر بعدها التنظيم على المدينة.
وفي 2016، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على الشدادي بعد معارك خاضتها ضد التنظيم بالتعاون مع التحالف الدولي.
ومنذ 2016 وإلى اليوم لا يزال السكان يعانون من مشكلة المياه، محملين المنظمات الدولية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، مسؤولية إعادة تأهيل شبكة المياه، في ظل تكبدهم مبالغ عالية للحصول عليها.
ويرى جمعة العواد (41 عاماً) من سكان الشدادي، أنه من الضروري تأهيل خطوط وشبكات المياه في المدينة، من أجل توفرها والقضاء على أزمة المياه وعملية الشراء من الصهاريج الجوالة.
ومن جانبه قال محمد صالح، وهو إداري في مؤسسة المياه في الشدادي، لنورث برس، “أجرينا صيانة عامة لمحطات المياه في الشدادي ومركده، وبعدها سيتم إجراء دراسات بشكل كامل لخطوط وشبكات المياه من أجل صيانتها”.
وأضاف “الصالح”، أنه من المقرر البدء في صيانة تلك الشبكات في الأشهر القليلة المقبلة من العام المقبل، وسيتم تغذية الخطوط من محطات المياه التي تتغذى من مشروع استجرار مياه الفرات إلى الحسكة.
وبلغت نسبة تضرر شبكات المياه في الشدادي 40 بالمئة، بحسب “الصالح”.
ويوجد في الشدادي محطتان لتحلية المياه وهي تحلية الصناعة باستطاعة 30 متر مكعب في الساعة، وتحلية الجبسة أيضاً استطاعتها 30 متر مكعب في الساعة.