مسنٌّ يصف انتهاكات تركيا في المنطقة بأكثرها ظلماً خلال حياته التي قاربت القرن

عين العرب / كوباني – فتاح عيسى/ فياض محمد- NPA

يترقب الرجل المسنّ محمد أحمد حمو (86  عاماً) في قريته عليشار شرقي كوباني تطورات الأوضاع الأمنية في قريته التي تبعد عن الجدار الفاصل مع تركيا أقل من /200/ متر، ويصف تركيا بالدولة الظالمة لأنّها تقوم باحتلال أرضٍ ليست لها وتقتل الأطفال بأسلحةٍ محرمةٍ دولياً دون رادعٍ أو خوفٍ.

يتذكر حمو سنواته التي قاربت التسعين عاماً وكيف عاشها على هذه الأرض، ويصف ما تقوم به تركيا من ظلمٍ واستبدادٍ بأعمالٍ لا مثيل لها خلال حياته، فهو كان شاهداً على الانتداب الفرنسي في سوريا وعاش تفاصيل الانتداب دون ذكر ظلمٍ وقع عليه أو على قريته.

يتحدّث حمو لوكالة "نورث برس"، حول انتهاكات تركيا بحق المدنيين وسكوت دول العالم عن هذه الانتهاكات: "تركيا تظلمنا وما تقوم به أمرٌ باطلٌ فهي ليس لها شيءٌ في بلدنا، هي تقوم بهذا الظلم لأنّها تستطيع أن تقوم به دون رادعٍ، لو كانت تخاف لما تجرّأت".

ويستغرب الرجل الذي قضى حياته في قريته هذا الظلم الذي تقوم به تركيا بدون سببٍ، ويناشد دول العالم للوقوف في وجه الظالم أردوغان وردعه، قائلاً: "تركيا تقوم بقتلنا بدون سببٍ، لم نأخذ شيئاً يخصها ولم ننهب ممتلكات أردوغان، ولم نقتل ابنه أو أباه، ليقوم بهذا الظلم، ألا ترى دول العالم ما يفعله بنا لتقول له أن يخاف الله ويتركنا بشأننا ولا يتدخل بأمورنا".
 

تأثير التهديدات التركية على المدنيين

التهديدات التركية والعملية العسكرية التي قامت بها الفصائل المعارضة التابعة لها سببت المآسي للمدنيين، كباراً وصغاراً، ويوضّح حمو تأثير ما تقوم به تركيا على قريته قائلاً: "أعمالنا توقفت، هناك خوفٌ وقلقٌ بين الناس، الأهالي لم يزرعوا أراضيهم حتى الآن، وحتى المدارس مغلقةٌ والأطفال محرومون من التعليم".

ويستذكر حمو، الشاهد على فترة الانتداب الفرنسي وتغيُّر الحكومات في سوريا، مشاهد حرق الطفل محمد في مدينة رأس العين/سري كانيه والتي شاهدها على التلفاز.

فيوضح حمو قائلاً: "على دول العالم أن يساعدونا ويقفوا إلى جانبنا، فلا ذنب لأطفالنا الصغار حتى يقوم هذا الظالم بحرقهم بأسلحةٍ كيماويةٍ، الدول الأجنبية (الأوروبية) لا تفعل ذلك، ولا يوجد غير تركيا تقوم بمثل هذه الأفعال وهذا الظلم".

ويضيف "عمري /86/ عاماً وكانت فرنسا في هذه المنطقة لمدة /25/ عاماً ولكنها لم تقم بمثل هذا الظلم علينا، أتذكر ما كانت تقوم به فرنسا، لم تكن تظلمنا مثلما تفعل تركيا الخائنة بحق شعبنا".

ويختتم حمو الوالد لـ /16/ ابناً وبنتاً والجد لأكثر من  /50/حفيداً، حديثه عن وضع أهالي قريته في ظل التهديدات التركية المستمرة على المنطقة ويقول: "الناس هنا لا يستطيعون النوم ليلاً، هم يراقبون الأوضاع ومستنفرون بشكلٍ دائمٍ، نحن نخاف على أطفالنا وشبابنا، أنا لا أخاف على نفسي، أنا عشت عمري ولكن ما ذنب هؤلاء الأطفال والشباب كي يعيشوا هذا الظلم والجور من قِبل تركيا".