شواغرٌ وظيفيةٌ لمدرّسي تل أبيض ومقاعدٌ لطلابها في الرقة
الرقة – أحمد الحسن – NPA
شهدت مدارس مدينة الرقة في الأيام القليلة الماضية تزايداً كبيراً في أعداد الطلاب الوافدين من المناطق الشمالية, بعد بدء العمليات العسكرية التي أطلقتها القوات التركية وفصائل المعارضة المسلّحة التابعة لها لاجتياح الشمال السوري.
وبعد خروج تلك العمليات عن مسارها العسكري لترقى الى مستوى جرائم الحرب بحق المواطنين في الشمال, توجّه الكثيرون من سكان تلك المناطق الى مدينة الرقة والمدن الأخرى الأكثر استقراراً هرباً من آلة الحرب وطلباً للاستقرار.
يقول مصطفى الحاج مدير مدرسة عدنان المالكي لـ"نورث برس" إنّ عدد الطلاب تزايد لديهم بشكلٍ كبيرٍ, لدرجة عدم قدرة الصفوف المدرسية على استيعابهم.
ويضيف "لقد تجاوز عدد الطلاب في بعض الشعب الصفية /70/ طالباً ولكن رغم ذلك سنستقبل الجميع لأنّ التعليم مهنةٌ ساميةٌ ترقى عن الصراعات السياسية والطائفية".
وأحدثت لجنة التربية في الرقة مكتباً خاصاً لمعلّمي تل ابيض وسلوك والمناطق المحيطة بها لتسيير أمور المعلّمين الذين انتقلوا الى مدينة الرقة.
يقول خلف المطر الرئيس المشارك للجنة التربية في الرقة لـ"نورث برس" حول الاجراءات التي اتخذتها اللجنة لتسيير أمور المعلّمين الوافدين "لقد افتتحنا مكتباً خاصاً لمعلّمي المناطق الشمالية يديره موظفو مكتب تل أبيض التربوي ".
كما أضاف المطر "لقد تم تسجيل اكثر من /300/ معلّم وافد إلى مدينة الرقة حيث نعمل مع مكتب التسيير المؤقت على توفير شواغرٍ لهؤلاء المعلمين".
وتشهد مدينة الرقة قلةً في عدد المدارس بسبب الدمار الهائل الذي طال المدينة خلال المعارك ضدّ تنظيم "الدولة الاسلامية" في 2017, الأمر الذي زاد من الضغط على مدارس الرقة بعد موجة النزوح الكبيرة.
يقول المطر "لقد وصل عدد الطلاب الوافدين الى أكثر /2500/ طالبٍ لذلك عملنا على تفعيل نظام الفوجين لاستيعاب أعداد الطلاب ولكن رغم ذلك لا تزال الصفوف مكتظّةً".
ورغم الدمار الذي شهدته مدينة الرقة وقلة عدد المدارس المفعّلة تعمل لجنة التربية على تسجيل جميع الطلاب ليواصلوا تعليمهم في مدينة كان فيها التعليم جريمةً كبرى أثناء حكم تنظيم "الدولة الاسلامية" لها.